هل اغتيال معتمد كتيلا سيحل مشكلة دارفور؟!
ماذا تستفيد تلك الجهات التي تعمل على ترويع المواطنين بمناطق دارفور المختلفة، ما الذي تحاول أن تجنيه تلك المجموعات عندما تقتل بريئاً دفعته الظروف أن يكون مسؤولاً عن منطقة مثلما اغتالت تلك المجموعة معتمد كتيلا “عبد الله يس” ما هي الرسالة التي تريد أن ترسلها تلك المجموعة باغتيال المعتمد أو ترويع المواطنين وتشريدهم من مناطقهم؟.
إن اغتيال معتمد كتيلا لن يحل مشكلة دارفور ولن يحل مشكلة حملة السلاح بل سيزيد من الصراع وسيزيد من الخراب والدمار وتشريد البسطاء من أهلنا في دارفور.
إن الإشارات التي أرادها هؤلاء لن يتم الاستجابة لها إن كان على مستوى دارفور أو على مستوى المركز، فإن كانت لتلك المجموعة مطالب فمن الأفضل أن تظهر عياناً جهاراً لأخذ مطلبهم بالتي هي أحسن، بدلاً عن حمل السلاح وارتكاب مثل هذه الجريمة الشنعاء في شهر رمضان شهر الخير والبركة وشهر التسامح والتعاضد والتآلف.
إن أهل دارفور كانوا من حفظة القرآن يخافون الله ويخافون عقابه ولذلك لم تكن الجريمة بينهم طالما أولئك يقرأون القرآن صباح مساء، لا ندري ما الذي حول إنسان دارفور إلى إنسان قاتل ومجرم، ألم يقرأوا في كتابه الكريم (مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا).
ألم يكن في القلوب رحمة أو عطف ما الذي ستجنيه تلك المجموعة التي قتلت المعتمد ليس خطأ، ولكن مع إصرارها على القتل وإلا لما تربصت بالمعتمد ومن ثم صوبت بنادقها وأسلحتها المختلفة الثقيلة والخفيفة فأردته قتيلاً. إن أهلنا في دارفور لهم مطالب مشروعة وظلوا ينادون بها منذ عشرات السنين، ولكن لم يتجرأ أحد بحمل السلاح لقتل شقيقه، أو صديقه أو ابن عمومته.. إن رفع السلاح في وجه الأهل والعشيرة ما هو إلا دمار بإنسان تلك المنطقة، ونعلم جيداً أن من قتل لابد أن تتصدى له القبيلة لأخذ ثأر ابنها من أولئك المنفلتين ولكن هل القتل سيقف وهل الخراب والدمار سيقف بالتأكيد لا، لذا فإن الحرب في دارفور لها أجندة ولها مصالح وإلا لما تعدى أولئك على بني جلدتهم بالقتل المروع، وقتل معتمد كتيلا لن يكون آخر من يقتل فالدولة أو الولاية سوف تنتقم من أولئك القتلة وسيستمر مسلسل القتال في المنطقة لذلك لابد أن تعود الإدارة الأهلية ولابد أن يعود أولئك الرجال أصحاب الكلمات المسموعة من الكبير والصغير، وإلا فإن الحرب سوف تستمر وستحصد ما تبقى من الأخضر واليابس بالمنطقة، أما أولئك فلابد أن يستجيبوا للنداء الوطني وأن يلقوا أسلحتهم من أجل ان يعيش أهلهم في أمن وسلام وإلا فإن الحرب ستطال الجميع ولن يسلم منها أحد داخل الميدان أو داخل منزله.