ولنا رأي

صلاح حبيب.. دعونا نستمتع بالحياة!!

على الرغم من مضى أكثر من ستون عاماً على إستقلال السودان، ولكن ما زلنا فى المحطة الأولى بسبب الصراعات والخلافات الحزبية فالعالم حولنا مضى إلى آفاق أرحب بل تجاوز خلافاته السياسية والشخصية وتعافت الدول من مرض العصبية والجهوية والقبيلة، ولكن السودان مازال وكأنه يعيش فى القرون الوسطى على الرغم من أنه يعد من الدول الناهضة ولما يتمتع به من خيرات وخبرات في شتى المجالات، ففى الدول العربية والأوربية يعد السوداني في مقدمة أولئك الأشخاص.. والسودان هو الذي علم الشعوب العربية كرة القدم ولكن أين نحن الآن من المنافسات العربية والأفريقية التي كنا أول مؤسسيها، إن الخلافات والصراعات بين أبناء الوطن لن تبنيه فدعونا نستمتع بالحياة دعونا ننظر إلى ماضينا القريب في مجال كرة القدم حينما كان السوداني يخرج إلى الشوارع في حالة من الهسترية والمريخ يقدم أفضل العروض الكروية وينال شرف الإنتصار..
دعونا نفرح ونغني مع كابلي يا قمر دورين ويافتاة الغد وآسيا وأفريقيا وكل الروائع التي قدمها الشعراء.. دعونا نغني مع الجابري وعثمان حسين في أجمل الكلمات التي صاغها الراحل بازرعة وظلت محفورة في وجدان كل سوداني.. دعونا نستمع ونستمتع بكلمات محمد بشير عتيق وود الرضي وسيد عبد العزيز، سيدة وجماله فريد، وقائد الأسطول، والهجروك على، لكبار الشعراء.. دعونا نستمع برحلة على شاطئ النيل، أو فى توتي، او أي مكان من أمكنة السودان التي نستمع ونلهو فيها لهوا بريئا.
إن أهل السودان يحبون الفرح والإستمتاع بالحياة فدعونا من عبد العزيز الحلو الذي يمنى النفس أن يكون حاكما على السودان قبل أن يكون حاكما على جبال النوبة، دعونا من الناظر تٍرك الذي يحاول أن يقيم دولة الشرق إن صحت الأخبار أو كذبت، لقد فقدنا جزء عزيز من أرض الوطن (جنوبنا الحبيب) بسبب الصراعات الشخصية فلو كان السودان يحكم بالأفراد لأستطاع الراحل الدكتور جون قرن أن يكون حاكما عليه منذ أن خرج من المؤسسة العسكرية وظل يقاتل كل الحكومات التي جاءت قبل وبعد سقوط النظام المايوي، لقد حاول الراحل قرن أن يسطر على مناطق متعددة من جنوبنا الحبيب فراح ضحية صراعه آلاف من أبناء هذا الشعب وأخير لم يستطيع أن يحكم مدينة واحدة وليس السودان من نمولي الى حلفا كما زعم من قبل فمات ولم يتم العثور على جثته حتى الآن ولا الشخص الذي كان سببا في وفاته ..
دعونا نستمع باكلة طماطم وكسرة بموية عليها بصلة وزيت سمسم وكباية شاى أحمر بعد المغرب.. دعونا نستمتع بالحياة في الأجواء الخريفية في نيالا والفاشر وكبكابية والجنينة وجبال النوبة والمياه تنساب من أعلى الجبال وخضار بلدنا يغطى كل الأمكنة من قصب السكر الى التبش والفول السوداني والموليتة والبلح الرطب والمانجو بمختلف مسمياتها .. قلب التور والسمكة وغيرها من الأسماء. السودان وطن يحتاج إلى تكاتف الجهود ووضع الأيدى في بعضها البعض بدلا من تلك المشاحنات والصراعات التي أخرتنا أكثر مما قدمتنا، فالسودان محتاج إلى أن يعود الى وضعه الطبيعي الذي نشأ عليه من المحبة والتسامح مع مختلف الديانات لافرق بين المسلم والمسيحى الكل متاحبين كما هم الآن في المسالمة وفى أسواق أمدرمان الذين أصبحوا سودانيين يدافعون عنه كما يدافع الشايقي والدنقلاوي والجعلي والمسلاتي والنوباوي والانصاري والختمي والشيوعب والأخو المسلم أعيدوا إلى السودان ألقه وجماله ومحبته قبل أن يتشتت إلى دويلات في ظل الصراعات والمشاحنات القائمة الآن.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية