ولنا رأي

صلاح حبيب يكتب.. الى متى نحن في إنتظار الهبات؟!

منذ أن قامت ثورة ديسمبر المجيدة كنا نمنى النفس أن تنهض الأمة وأن يعمل الجميع من أجل رفعة البلاد من الحالة الإقتصادية التي كانت عليها وأن نستغل مواردنا دون ان نمد أيدينا إلى المجتمع الدولي أو الدول العربية، لكن للأسف مازلنا نمد أيدينا إلى الآخرين ليجودوا علينا بالهبات والإعانات، فأجتمع خلال اليوميين الماضيين مؤتمر في الرياض من أجل إعانة السودان من قبل المانحيين ولكن إلى متى نحن ننتظر تلك المؤتمرات أن تجود علينا بفتات المال الذي لا يسمن ولا يغنى من جوع، ففى نفس هذا العام إجتمع مؤتمر في بروكسل للمانحين من أجل السودان ولكن ماذا قدم المؤتمرون للسودان، هل توفر الدقيق والغاز والبنزين والجازوليين؟.. هل تمت إعادة البنية التحتية ليكون السودان أشبه بدول العالم؟، السودان مازال يستعطف الآخرين ليجودوا عليه ولكن من يجود عليك لابد من مقابل، فالعالم اليوم لا يمنحك الا اذا كانت هناك مصلحة من أجل هذا العطف أو المنح، عام كامل ونحن ما زلنا في كيف نوفر الخبز والوقود للشعب عام كامل وما شايفين في شئ تغير فالشعب صابر لأنه يعتبر انه من قام بهذه الثورة ولابد ان يصبر عليها مهما كلفه من امر ولكن هل كل الناس بصبروا خاصة أصحاب المرتبات الضعيفة أو الذين يغتاتون من رزق اليوم، إن الذى ينتظر الآخرين ليجودوا عليه لن يتستطيع أن يتقدم خطوة واحدة الى الأمام .. أنظروا الى الدول التي تقدمت وكانت من الدول الفقيرة مثل الصين ورواندا آخر دولة خرجت من الحرب الأهلية وهي مسخنة الجراح ولكن أين رواندا اليوم، إن رواندا وغيرها من الدول حاولت أن تستغل مواردها وتحريك جماهيرها من أجل البناء والرفعة ولكن السودان وها هو يقترب من العام الخامس والستون مازال ينتظر أن يجود عليه العالم بالمال والهبات والإعانات حتى الفيضانات التي تأتي كل موسم لم نعمل لها حساب فنتظر الدول العربية والأوربية أن تمنحنا البطاطين والمشمعات والأدوية لنساعد بها المتضرريين، ولكن هل حتى تلك الإعانات أو الإغاثات تصل الى المحتاجين والمتضريين للأسف أصحاب الضمائر الميتة ومستغلي الأزمات يأخذونها ويعرضونها في الأسواق باسعار باهظة على الرغم من أنها أتت للمحتاجيين فضعاف النفوس لا يهمهم ما دام الدولة نفسها تنتظر الإعانات والهبات، فالدولة على علم كامل بالذى يقوم به كبار أو ضغار الموظفيين من بيع لتلك الإغاثات وإذا سأل شخص بانه وجد الإغاثة التي جاءت الى المحتاجين تباع في الأسواق يقول لك أصحاب المصلحة بأن تلك الإعانات لا يحسن إستعمالها أولئك الأشخاص.. السودان الآن أمامه فرصة كبيرة لتغيير النظرة القديمة وإنتظار العالم ليجود عليه على الحكومة الإنتقالية أن تفعل المواطنيين من أجل المصلحة الوطنية بدلا من إنتظار هذا المؤتمر وتلك المنظمات، إن ثورة ديسمبر ثورة عظيمة ضحى من أجلها أبناء وبنات صغار روت دماءهم الطاهرة الأرض من أجل غد مشرق ولكن للأسف الذين كانوا يجلسون على الرصيف وينتظرون سرقة الثورات.. لقد ظلوا كالعهد بهم منذ ثورة أكتوبر المجيدة فى 1964 وهم ينتظرون الشعب وهو يخرج الى الشوارع لإزالة النظام الفاسد ليحل محله النظام الذي يرتضيه الشعب ولكن نحن في كل ثورة تجد أولئك يقفون فى الأرصفة ويسرقون الثورة من أجل المكاسب الشخصية، فهل يعقل لعام كامل حكومة لم تستطيع أن تزيل النفايات ناهيلك عن توفير الخبز والجازولين، يا أيتها الحكومة عليك بتحريك الجماهير من أجل الإنتاج وليس من أجل إنتظار الهبات والإعانات والإغاثات.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية