ولنا رأي

صلاح حبيب يكتب.. من الأفضل أن تذهب بكرامتك!!

وضع شباب ثورة ديسمبر المجيدة، آمالاً عِراضاً في رئيس الوزراء الدكتور “عبد الله حمدوك”، وكان الشعب السوداني كله منتظر “حمدوك” أن يخرج من ظلمات الاقتصاد إلى نور الحياة الرغدة والكريمة، ولكن للأسف والحكومة تكمل عامها الأول فلم يتغير أي شيء، بل الحال اسوأ عما كان عليه قبل حكومة التغيير، تحدث السيد رئيس الوزراء للإذاعة أمس الأول، وهو في حالة من الإحباط الشديد، وبموجب ذلك انتقل الإحباط إلى كل الشعب السوداني الذي كان يؤمل أن تعبر سفينة الفترة الانتقالية بسلام، ولكن الدكتور “حمدوك” قال وهو يتحدث عن الحالة الاقتصادية أجيب ليكم (اثنين مليار دولار من وين للوقود؟)، وقال سوف أرحل إذا طلب مني ذلك، إن حديث السيد رئيس الوزراء لا يدعو إلى التفاؤل على الرغم من أن الكثيرين متفائلين بالمضي قدماً بالثورة إلى غاياتها، إن الدكتور “عبدالله حمدوك” ظل وعدد من المسؤولين في الحكومة ظلوا يعلقوا الفشل الذي صاحبهم في (الكيزان) الذين لم يتركوهم يعملوا، إن الحكومة الانتقالية لها من الصلاحيات والسُلطات التي تمكنها من معاقبة كل من يقف في طريق التغيير، ولكن تراخي السيد رئيس الوزراء وحكومته في تفعيل القوانين جعلت (الكيزان) حسب وصفهم يضعون المتاريس أمام تقدمها، فالسيد “حمدوك” من المفترض ألا ينقل إحباطه إلى الشعب السوداني الذي ظل يعلق آماله عليه للخروج من تلك الأزمات التي يقال إنها مفتعلة أو من صنيعة آخرين، عام مضى والثورة لم تنجز بنداً واحداً من قضايا الناس وعلى رأسها قضية المعيشة التي طحنت الناس طحناً، فلا يعقل أن تظل الأسعار للسلع الاستهلاكية في تصاعد أكثر عما كانت عليه إبان النظام السابق، لقد تضاعفت الأسعار مليون المية، والدولار الذي وصل إلى أربعين جنيهاً في حكومة الإنقاذ قلب الدنيا، فانظروا الآن كم يبلغ سعر الدولار في مواجهة الجنيه السوداني، بالأمس كنت أراقب الجنيه المصري في مواجهة الدولار فوجدت الدولار الواحد يساوي خمسة عشر جنيهاً مع إضافة طفيفة، فظل الدولار ثابتاً في مواجهة الجنيه المصري، فالسبب ليس لأن المصريين اقتصادهم أفضل مننا، ولكن الأمن المصري بالمرصاد لكن من يتلاعب بالعُملة الوطنية، فإذا قبض على شخص يتاجر في العُملة فمصيره السجن، فليس هناك ابن عم أو صاحب في الحكومة أو غير ذلك.. لذا فإن القانون المصري رادع ومطبق على كل شخص يحاول أن ينال من الاقتصاد، فهذا الفرق ما بينا وبينهم، فتجار العُملة وسط الخرطوم، يبيعون الدولار وكل العُملات الأجنبية جهاراً نهاراً ولا أحد يتعرض لهم بسوء، يا سعادة رئيس الوزراء، من الأفضل لك أن تغادر الحكومة بإرادتك، حتى لا توصف فترتك بأنها اسوأ فترة حُكم تمر على تاريخ البلاد، فكن شجاعاً واتخذ القرار الشجاع وغادر الموقع كما غادره وزراء المالية والخارجية وغيرهم من الوزراء الذين طالبتهم بتقديم استقالاتهم الفترة الماضية، لأنهم عجزوا أن يقدموا للشعب السوداني ما يريد، ما زال الوقت فيه متسع لسعادتك للمغادرة، رغم أن هناك الكثيرين متمسكون بك وأنك المخلص لهم.. ولكن للأسف العصا السحرية التي تمسك بها لم تغير من واقع الناس ولم تقدم الدولة خطوة إلى الأمام، لذا عليك بالمغادرة لحفظ ماء الوجه، عسى ولعلَّ أن يأتي من بعدك من يستطيع أن يعبر بالسفينة إلى بر الأمان.. إن حكومة الإنقاذ ما أضرَّ بها إلا عدم الاستجابة للنصح، فلو سمع الرئيس السابق “البشير” النصح لما وصل الحال إلى ما نحن عليه، لذا عليك يا دكتور أن تسمع النصح وتغادر بكرامتك قبل أن تقوم ثورة مضادة تطيح بك، فالشعب صبر ما فيه الكفاية والجوع كافر وأنت الذي عاش في رغد من العيش طوال السنين الماضية والحالية، ولكن أخرج إلى المساجد والأسواق وأنظر إلى حال الناس، ربما تقتنع وتترك المنصب لغيرك.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية