ولنا رأي

ود نوباوي التي عرفتها! (4)

ذكرنا بالأمس أن ودنوباوي كلها أسر عريقة معظمهم جاءوا مع “المهدي” واستوطنوا بها والغالبية العظمى منهم دناقلة، ولكن هناك بعض القبائل الأخرى كالشايقية والجعليين تصاهروا مع بعضهم بعضاً وكونوا هذا النسيج الأم درماني العظيم.. في ود نوباوي لم تسمع بالقبيلة ولم نعرف القبلية إلا قريباً بالإضافة إلى أن الجميع كانوا يمثلون أسرة واحدة، ونادراً ما نسمع ناس فلان سافروا إلى هنا أو هناك حتى الموطن الأصلي دنقلا نادراً ما نسمع أن ناس فلان سافروا أو جاءوا من دنقلا.. فالجميع انصهروا في بوتقة واحدة عدا بعض الذين جاءوا من الغرب لدراسة القرآن بمسجد السيد “عبد الرحمن” وهؤلاء خصصت لهم أماكن لسكنهم أطلق عليها (بالمنزلة) عاشوا فيها وتكاثروا وكانوا بمثابة الأهل والأخوان للجميع.
ومن الأسر العريقة بالحي أسرة “علي حسن جميل” وهو أيضاً من كبار الأنصار وهي أسرة ممتدة جمعت ما بين الدناقلة والجعليين ومن أبناء الأسرة “عبد الله” و”صلاح” و”نجم الدين” و”معتصم” و”محمد” واللواء “يوسف حسن جميل” و”عبد الهادي حسن جميل” واشتهر عمنا “علي جميل” بصناعة المراكب واختير ضمن العاملين في محاكم العمد بالشمال أم درمان.. ومن الأسر الأخرى أسرة “حنفي” ومن الأبناء “حسين” و”عبد الله” و”عبد الرحمن حنفي” الذي اشتهر بتعصبه للأنصارية، ويقال في إحدى المرات عندما مر الإمام “الصادق المهدي” بالشارع وقف هو وإخوانه وحملوا عربة السيد “الصادق المهدي” بالإضافة إلى تعصبه الرياضي بجانب أنه من الأساتذة الممتازين وأخيراً ترك التدريس وعمل دلالاً.. ومن الأسر الأنصارية المشهود لها بالمنطقة عمنا “إسماعيل سيد مكي” وولده “معاوية”، وأسرة “درار الأمين بدوي” وأولاده “منعم” والأستاذ “عبد الرحمن” كان أستاذاً بمدرسة الهجرة الأولية ومن الأساتذة (الصعبين) حتى الآن إذا مر بالشارع وكان هناك طالب ممن درسوا على يديه يترك هذا الطالب الشارع له خوفاً منه، ولكنه ساهم في خلق جيل ممتاز يشار إليه الآن بالبنان.. ومن الأسر الأخرى أسرة “بلة” وأولاده “صديق” و”محمد” الذي يحفظ الراتب عن ظهر قلب رحمة الله عليه وعلى شقيقه “صديق” ووالدته “بت هجا” وهي من النساء اللائي لهن تاريخ بالمنطقة فالحديث عنها وعن نساء ودنوباوي يحتاج إلى عمود كامل، ولا ننسى هنا أسرة الشيخ “الفاتح قريب الله” فالأستاذ “سراج قريب الله” كان “بانكر” مشهود له وهو أول من أسس بنكاً في “إثيوبيا”، فالشيخ “قريب الله” العابد المتصوف جعل من الطريقة السمانية طريقاً سالكاً للمتصوفة وسار من بعده الأبناء والحفدة، وظل الاحتفال بالحولية في (21 أو 22) من شهر رمضان عيداً للسمانية وكل الطرق الصوفية ولأبناء الحي الذين يسهرون حتى الصباح. وجاء البروفيسور “حسن الشيخ الفاتح قريب الله” العالم الورع رحمة الله عليه، فنهض بالمسجد وشيده على أحدث طراز وتولى الراية من بعده ابنه “محمد” ولبقية الأسرة وقع خاص في النفوس أبناء الشيخ “الفاتح” “محمد” و”عبد المحمود” وأبو صالح” وأعمامهم شيخ “الطيب” ونسأل الله أن يعود الكيان لسابق عهده.
ومن الشخصيات التي لها محبة عند أهل ودنوباوي والدنا “الفاضل أزرق” وشقيقه الراحل “مهدي” كانوا من ملازمي “السيد عبد الرحمن” ويحفظون أسراراً كثيرة عن الإمام الراحل السيد “عبد الرحمن المهدي” وظل أبناء “الفاضل أزرق” وهم في قمة التهذيب والاحترام والوفاء لوالدهم مولانا “أحمد” و”الصادق” و”مهندي” و”خيرات” جميعهم من الأبناء الصالحين الأوفياء للأسرة وللحي، فهم أصدقاء وأصحاب وزملاء وأشقاء لأولاد ودنوباوي، تغير كل الناس إلا هم ما زالوا على العهد أوفياء أبراراً، وكذلك الأخ “مصطفى مهدي” الذي ما زال ينبض بالحيوية، وأسرة “عصمت شاكر” “عبد المنعم وعادل” وأسرة “الطرور” وهي أسرة عريقة ناسبها الوزير “سيد علي زكي” أول وزير مالية في الإنقاذ وبداخل الأسرة أسر ناس “محمد عيسى”، وناس السيدة “عائشة” وهذه واحدة من أسرة “المهدي” لم تكن في هذه الأسرة عُقد فكل الجيران يزورونهم بدون حواجز.
} همسة:
إتصل علينا الفريق شرطة «أحمد إمام التهامي» معتمد أم درمان مشيداً بزاوية الأمس وقال: (أنا أصيل ومن ود نوباوي وأهلي من الجبلاب)
نواصل

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية