في نهاية سبعينيات القرن الماضي تقاطر عدد كبير من الطلاب السودانيين إلى القاهرة بغرض الدراسة نظراً لقلة فرص القبول بالجامعات السودانية، ففتحت مصر أبواب جامعاتها لكل الناجحين في الشهادة السودانية، فاحتضنت جامعات القاهرة والزقازيق وطنطا والإسكندرية والأزهر وكل الجامعات والمعاهد العليا المصرية الطلاب السودانيين، وكانت نظرة رؤساء الجامعات وعمداء الكليات في الطالب السوداني بأنهم مميزون وقد قالها الدكتور الراحل “طلبة عويضة” مدير جامعة الزقازيق إنني أثق في الطالب السوداني، ووافق على استيعاب أي طالب حاصل على الشهادة السودانية، إن جمهورية مصر العربية قدمت للطلاب السودانيين خدمة كبيرة وكانوا على قدر التحدي بل كانوا من الطلاب المميزين وفي مقدمة الطلبة المصريين وهنا نذكر البروفيسور “هاشم علي سالم” مسؤول الحوار الوطني الذي كان أول دفعته في فسم الهندسة بجامعة المنصورة، وجاء عدد من الأساتذة المصريين للاحتفال به بشقته، وعلى الرغم من أنه كان أول الدفعة، إلا أن القوانين المصرية لا تعطي أول الدفعة للأجانب، ولذلك جاءوا للاحتفال به بطريقتهم الخاصة، لقد استوعبت الحكومات السابقة منذ عهد الإنقاذ عدداً من خريجي الجامعات المصرية في مناصب وزارية، فكان من بين أولئك الوزراء الأستاذ “حسبو محمد عبدالله” الذي شغل منصب نائب رئيس الجمهورية، والأستاذ “إبراهيم محمود” الذي شغل منصب مساعد رئيس الجمهورية، والبروفيسور “هاشم علي سالم” وزيراً للمعادن، ومولانا “أحمد محمد هارون” والي ولاية جنوب كردفان السابق، وقدمت جامعة الأزهر في الحكومة الحالية اثنين من خريجيها وهم الدكتور “صديق تاور” عضو مجلس السيادة، الذي تخرج في كلية العلوم، والأستاذ “فيصل محمد صالح” الذي تخرج في كلية اللغة العربية شعبة الصحافة والنشر، ومن قبلهم الأستاذ “السموأل خلف الله” خريج كلية اللغات والترجمة من نفس الجامعة، والذي شغل منصب وزير الثقافة والإعلام ومدير تلفزيون الخرطوم الأسبق في حكومة الإنقاذ، والباشمهندس “أحمد البشير عبد الله” الذي تخرج في كلية الهندسة بنفس الجامعة، وعمل وزيراً للري والكهرباء بولاية نهر النيل، ومن قبلهم الأستاذ “عبدالله دينق نيال” خريج كلية اللغة العربية الشعبة العامة من نفس الجامعة، وعمل وزيراً للإرشاد في بداية الإنقاذ ومن ثم عمل والياً لولاية النيل الأبيض ثم مرشحاً لرئاسة الجمهورية عن المؤتمر الشعبي في انتخابات 2010، تعد جامعة الأزهر واحدة من الجامعات المصرية التي رفلت الحكومات السابقة والحكومة الحالية بعدد من الوزراء، وعلمت أن عدداً من أعضاء الحُرية والتغيير هم من خريجي الجامعات المصرية، بالإضافة إلى عدد من العاملين في الأجهزة الأمنية المختلفة فهم من خريجي الجامعات المصرية، فمصر قدمت إلى السودان الكثير في مجال العلم والعلماء فهناك عدد من الأطباء الذين تخرجوا في جامعاتها من بينهم البروفيسور “حسين أبوصالح” الذي تخرج في كلية طب القصر العيني، وشغل عدداً من الوزارات من بينها وزارة الخارجية إبان حُكم الإنقاذ ووزير الصحة عن الحزب الاتحادي الديمقراطي في الديمقراطية الثالثة وأسس حزباً باسم وادي النيل، وهناك العديد من الأطباء خريجي الجامعات المصرية، منهم من يعمل داخل البلاد ومنهم من يعمل بدول الخليج المختلفة ومنهم من هاجر للعمل ببريطانيا إلى جانب عدد من خريجي كليات الإعلام جامعة القاهرة الأم من بينهم الأستاذ “مصطفى شعيب” الذي يعمل الآن بالمملكة العربية السعودية، بجانب عدد كبير من خريجي إعلام الأزهر وهم أيضاً الآن يعملون بالمؤسسات المختلفة بالسعودية، إضافة إلى خريجي إعلام أسيوط من بينهم الأساتذة “جمال عبد القادر البدوي” الذي هجر العمل الصحفي وأصبح أفندياً بديوان الحُكم الاتحادي والأستاذ “إسماعيل آدم” بالجزيرة نت والأساتذة “عيدروس عبد العزيز” بصحيفة الشرق الأوسط و”إسماعيل محمد علي” والدكتور “النور جادين” أستاذ الإعلام بعدد من الجامعات السودانية، فهنيئاً لمصر هذا العدد الهائل من خريجي جامعاتها والذين تبوأوا مناصب رفيعة في الدولة.