أو كما قال (حميدتي)!!
منذ أن ظهر على المسرح السياسي بعد ثورة ديسمبر المجيدة، أطلق الفريق أول (حميدتي) العديد من العبارات التي أصبحت مضرباً للأمثال، لعمقها وقربها من نبض الشارع، وأصبحت عبارة مثل (زمن الدسديس والغتغتة انتهى) مثلاً حياً يمشي بين الناس، لأنها دعوة للصراحة والمكاشفة ومواجهة الحقائق، على عكس ما كان يحدث أيام النظام السابق الذي رسّخ للأسف، في كثير من سنواته لمبدأ المجاملة ودمدمة الحقائق والالتفاف عليها حتى وصلنا إلى درجه من السوء عصفت بكل جميل في المجتمع السوداني، والرجل قادم من رحم دارفور الغنية بالأمثال الشعبية التي تؤطر لثقافة الحكمة والرأي السديد، والأدب الدارفوري تحديداً، في ما يختص بالأمثال هو موسوعة تحتاج أن ننفض عنها الغبار وتخرج إلى الملأ وفيها كثير من (المؤطرات) لقوانين الحياة (والمعطرات) لما أفسدته الممارسة السياسية غير الراشدة، وأمس، أطلق نائب المجلس السيادي عبارة أخرى في احتفال توقيع اتفاق الصلح بين قبيلتي النوبة والبني عامر والحباب، حيث وجه حديثه للحضور قائلاً للذين لا يلتزمون بهذا الاتفاق ويخرجون عنه، (ح نشيلكم حطبكم في رأسكم)، ومعنى ما بين القوسين أنه سيكون مصيرهم الطرد والإبعاد والتهميش حفاظاً على سلامة الجماعة واحتراماً للعهد والمواثيق، واعتقد أن كثيرين الآن يليق بهم أن نوجه لهم هذه العبارة، والذين يصرون على أن يكسروا مجاديف الحكومة الجديدة ومحاولة هدم معنوياتها، عليهم أن يشيلوا حطبهم في رأسهم ويبعدوا عن المشهد برمته، ليعطوا الفرصة كاملة للقادمين الجدد، لأن دمار ثلاثين عاماً لا يمكن أن تزيله حكومة تلاتة شهور، والذين ينتظرون أن يتحقق الفشل ليؤكدوا لأنفسهم أن هذه الثورة فاشلة ولم تحقق أهدافها، عليهم أن يشيلوا حطبهم فوق رأسهم ويرحلوا، لأن البلد ما ناقصة شُمّات وكسَّاري مجاديف، ومن جانب آخر للذين يريدون أن يستخدموا الثورة فزّاعة لإسكات أي رأي مخالف أو مختلف، عليهم أن يشيلوا حطبهم ويرحلوا، لأن السودان للجميع إلا من أبى، والذين يظنون أنهم أوصياء على الثورة وهم مواطنون من الدرجة الأولى ويحق لهم فعل أي شيء، وغيرهم عليه أن يرضى بالأمر الواقع، ديل برضو يشيلوا حطبهم ويرحلوا، لأنه لا فضل لسوداني على سوداني إلا بوطنيته وانتمائه لهذا التراب، والذين يحاولون هذه الأيام أن يعيدوا ويكرروا ممارسات العهد السابق بكسير التلج ومسح الجوخ وإرسال التهاني والتبريكات للمسؤولين، في محاولات للتقرب والتمسح التي جعلت لكل وزير بطانة، ولكل مدير حاشية، ديل برضو يشيلوا حطبهم فوق رأسهم ويرحلوا، لأنه ما عاد هناك مزاج ولا مساحة لهذه الحركات.
الدايرة أقوله إن الثلاث سنوات القادمات هي بالنسبة لشعبنا وبلادنا مباراة ندخلها بكل حماس واندفاع ورغبة في الفوز، لذلك نحتاج أن يتضافر ويتوافق وينسجم الجميع، بدءاً من اللاعبين داخل الملعب والمدربين الذين يرسمون الخطط ويضعون التشكيلة ثم الجمهور الذي يجلس في المدرجات، لكنه يلعب الدور المعنوي الكبير تشجيعاً وتحفيزاً حتى نستطيع إحراز الأهداف التي تؤهلنا إلى أدوار البطولة والتتويج، لذلك نتطلع إلى فهم جديد لروح الديمقراطية احتراماً للقانون وامتثالاً له بدون استقواء بالأسرة أو الطائفة أو القبيلة أو الحزب، لنعيش في سودان البقاء فيه للأصلح، والتقدير والاحترام فيه للأكثر عملاً ونجاحاً وعطاءً، والامتنان للأكثر وطنية وشفافية وانحيازاً للمواطن، في ما عدا ذلك لا مكان للمتقاعسين والخونة والمحبطين وعشاق الجلوس في دائرة الفشل، وهؤلاء جميعهم يشيلوا حطبهم ويورونا عرض أكتافهم.
} كلمة عزيزة
أنا أستغرب وأندهش وأتعجب من موقف مسؤول كبير جاءت به هذه الثورة من رحم الغيب ليكون مسؤولاً عن أقدار ومعايش مواطني ولاية كاملة، ويتهرب من الردود على أسئلة يطرحها عليه الإعلام بدل المرة مرات، فحاجة من اتنين، إما الرجل يرى أن الإعلام ليس مهماً ولا ضرورياً ولا يستحق أن يأخد ويدي معاه، أو أنه لا يملك إجابات وليست لديه حلول، ورافع شعار الكلام كان داير تكملو هملو.
} كلمة أعز
لا بد أن يعلم الأخ “حمدوك” أنه ليس كل من عمل في حكومة الإنقاذ مفسداً وتملك ما لا يستحق، هناك كثير من الشرفاء الذين عملوا في مؤسسات الحكومة بضمير وأخلاق، وحتى لو كانوا ينتمون سياسياً للحزب الحاكم، ليس منطقياً إقصاؤهم دون أن تثبت عليهم تهم فساد مالي أو إداري، وليس منطقياً أن تقصي شخصاً من منصبه بسبب فكره السياسي المختلف عن فكرك، وتعين في ذات المكان شخصاً لأن فكره السياسي يوافقك أو يناسبك.