الاعمدةعز الكلام

لذلك .. لست سعيدة !!

ليس هناك سوداني واحد مشبع بحب هذا البلد ويحمل مشاعر وطنية صادقة سيكون سعيدا بحالة الانشقاق التي يشهدها المشهد السوداني الملتهب ..لانه ليس منطقيا ان فرحتنا ببشائر السلام وبشاراته من جوبا بتوقيع اتفاق مع الحركات المسلحة تغتالها خلافات الشرق التي انفجرت بشكل مخيف لتنفتح علينا جبهة من السموم والحر والشرار. وليس هناك سوداني واحد حريص على مصلحة هذا البلد سيكون سعيدا وهو يشاهد الضرب تحت الحزام الذي تمارسه بعض القوى السياسية غير المسؤولة تجاه قواتنا المسلحة واجهزتنا الامنية والشرطية في محاولات بائسة وخرقاء لتخوينها واظهارها كأنها قوات استعمارية دخلت الارض السودانية غازية ومستعمرة (وهي حاشاها) ذلك وقد ظلت على طول تاريخنا صمام الامن انحيازا لارادة شعبها وخياراته التي يختارها ويتفق عليها.
وليس هناك سوداني واحد عاقل سيكون سعيدا بحالة السيولة التي اصابت هيبة الدولة والبعض يتعمد ان يوجه الاساءات لكبار مسؤوليها ولا يدرون ان الاساءة هي للدولة وليست لشخوصهم لانهم لا يمثلون انفسهم وليس هناك سوداني واحد معجب باساليب التخوين والاتهامات التي اصبحت سلعة رائجة وفي متناول الجميع يطلقونها في وجوه بعضهم البعض وكأن الوطن حلال على ناس ومحرم على آخرين.
لست سعيدة بان يرتكب اشخاص جريمة تأييد الحكومة مع سبق الاصرار والترصد حتى وان كانت على خطأ وتسير عكس الاتجاه لانه ذات التعصب الاعمى الذي ارتكبه مؤيدو النظام السابق رغم غلطاته وهفواته ونزواته فانحازوا للحزب وانتصروا للشخوص وهزموا الوطن وخانوا القضية.
لست سعيدة ان يعتقد البعض ان الحرية تعني الفوضى والاعتداء على حرية الآخرين تجريحا وشتيمة.
لست سعيدة ان تصبح الدولة ضعيفة بلا هيبة ولا احترام للقانون لننتقل بلا تمهيد من حالة الكبت المخيف الى حالة السهولة والسيولة القاتلة.
لست سعيدة ان يصبح اختلافنا سببا في خلافنا حتى على القضايا المهمة والمصيرية فيجدها اعداؤنا والطامعون في بلادنا فرصة لنهبها وتعطيلها عن المسير.
لست سعيدة ان نعود للاعلام الموجه الذي لايستطيع ان يفصل مابين العام والخاص فتحدث سقطة متعمدة كالتي فعلها (تلفزيون لقمان) الذي خاب ظني فيه وقد ظننت ان عمله الطويل بالخارج واحتكاكه بتجارب الاخرين ومهنيتهم المتجردة ستجعله سيعيد للفضائية السودانية التي سرق المؤتمر الوطني لسانها سيعيد لها قوميتها ويقيس بانصاف وعدل المسافة بينها والجميع وسقطة تلفزيون لقمان كبيرة وهو يتجاهل زيارة السيد رئيس مجلس السيادة الفريق اول البرهان الى الاحياء المتضررة بالفيضان والقرارات الفاعلة التي اتخذها تجاه الازمة ولا يمنحها الرصد والمساحة التي تستحقها.
الذي اود ان اقوله ان بلادنا هذه لن تتعافى حتى لو تغيرت كل صباح حكومتها مالم نتغير جميعنا احزابا وافرادا مؤيدين ومعارضين لنصلي بخشوع نحو قبلة هذا الوطن العظيم.

كلمة عزيزة

الذين اتجهوا امس نحو القيادة العامة يطالبون الجيش باستلام السلطة يريدون وبخبث ان يصوروا المؤسسة العسكرية وكأنها متآمرة على الحكومة المدنية وان القوات المسلحة هي الذئب الذي ينتظر الفرصة للانقضاض على المدنية وهو ما نفاه قادتها اكثر من مرة واكدوا انهم حراس للديمقراطية وانهم حريصون على وصول الفترة الانتقالية الى صناديق الانتخابات. يا سادة جيشنا دوره وواجبه اكبر واعظم من ان يحكم لانه يحمي حدودنا ويصون عرضنا وشرفنا ويقوي ضهر البلد ويشد حيلها من السقوط.

كلمة اعز

كل المؤشرات تؤكد ان جوبا ستشهد توقيع اتفاقية سلام بين الحكومة والحركات المسلحة نتمناه سلاما دائما يجني ثماره الغبش التعابى الذين يتحملون فاتورة الحرب الباهظة.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية