ربع مقال

عودة غندور والمؤتمر الوطني .. !!

د. خالد حسن لقمان

.. اذاً استفاق الآن الاسلاميون من صدمتهم بعد مضي ما زاد عن أربعة أشهر كاملة ظلوا فيها في حالة سكون تام ومدهش بالرغم من تحرك كل الرمال من تحت أقدامهم في وضع كان ينبئ بحالة من الفوضي والاصطدام بين أنصارهم و القوي الثورية التي تحركت وحركت معها الشارع بما كان يمكن ان يشعل في النهاية حرب الثورة المضادة التي توقع الكثيرين فيها أحداثاً خطيرة علي البلاد واستقرارها بما يؤدي لانقسامات مريعة ومؤسفة بين مكونات الشعب السوداني الا ان شيئاً من هذا وبلطف الله لم يحدث وقد شكلت هذه الحالة لغزاً غامضاً في الشارع الذي كان يتساءل عن عضوية هذا الحزب الكبير .. أين ذهبت ..؟؟ .. هل تبخرت في الفضاء كما و قطرات الماء .. ؟!! .. سؤال ظل معلقاً لأربعة اشهر كاملة دون ان يكون له مجيب و لكن هاهو غندور الرئيس الذي اعلن تكليفه لقيادة المؤتمر الوطني في هذه الفترة المعقدة من تاريخه وبعد كل هذه الفترة يطل علي الناس وعبر قناة الحرة العربية ليقول نحن لا زلنا هنا كاشفاً عن سر غياب حزبه وعضويته ذلك الغياب الذي ظن البعض بأنه سيكون غياباً سرمدياً لحزب تم اسقاط حكومته بثورة شعبية ام تكمل بعد نصف عامها الأول .. و غندور يقول بأن سر الغياب كان فعلاً إرادياً محضاً من حزبه الذي قرر الابتعاد بكل عضويته مفسحاً الطريق لنجاح الثورة الشعبية وبالتالي فهو جزء من هذا الذي حدث ليس بإبتعاده ولكن وكما ألمح بفعل أكثر من ذلك وبدور أكبر من ذلك .. فما هو هذا الدور يا بروفيسور غندور .. سؤال فلت من شفتي محاور قناة الحرة وَيَا ليته لم يفلت منه لأن الإجابة عليه كانت ستكشف الكثير المثير من رجل كغندور ابتعد من دائرة الفعل التنفيذي في آخر حكومتين للمؤتمر الوطني بقيادة الرئيس السابق عمر البشير بعد خلاف صريح آثر الرجل ان يكون خلافاً صارخاً وعلي الملأ .. فهل يحمل غندور وفق هذه المعطيات والأفعال بعض من الأسرار التي يمكن قراءتها ضمن دفتي كتاب ثورة سبتمبر الأخيرة ..؟؟ .. المستقبل وحده بمكن ان يكشف ذلك ولكن السؤال الهام في كل هذا وفي هذه العودة المفاجئة لغندور والمؤتمر الوطني يقول لماذا اختار الاسلاميون العودة للساحة السياسية عبر ذات الحزب ولم يكملوا ما خططوا له اخيراً بتكوين حزب جديد .. ؟؟ .. يبدو ان الاجابة واضحة ولا تحتاج لكثير عناء .. فعودة المؤتمر الوطني بذات الاسم سيعالج الصدمة بصدمة مماثلة تحقق ثلاثة أهداف هامة : – تعيد للحزب شرعية ممارسته لنشاطه – كما تعيد لعضويته ثقتها بحزبها وقياداتها – بمثل ما تربك الساحة السياسية في توقيت تم اختياره بذكاء مفرط تزامن مع اكتمال تشكيل الحكومة الانتقالية و اداء أعضائها للقسم إيذاناً ببداية مرحلة لا تريد قوي الثورة تكديرها او تهديدها او تعويقها بأي فعل أو حدث .. نعم يا غندور فعلتها بحنكة و ( شطارة ) ولكنك في ذات الوقت قد أعلنت عن الجسم المعارض للحكومة الانتقالية بأسرع من ما كانت تنتظره الساحة السياسية هذا بالرغم من ما أطلقته من تطمينات تجاه دعمكم لهذا التغيير بقياداته وحكومته بمكونيها المدني والعسكري ..

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية