ولنا رأي

أسواق العمال

صلاح حبيب

درجت كثير من مؤسسات الدولة ابتكار حلول عملية لمشكلة الاقتصاد وحل مشكلة الضائقة المعيشية عبر الأسواق التي أطلق عليها بعض الأسماء مثل أسواق الشباب أو أسواق الساحة الخضراء أو أسواق البيع المخفض، واليوم ابتكر بنك العمال سوقاً جديداً يضاف إلى تلك الأسواق تعنى بالبيع المخفض إلى المواطنين عبر عدد من الشركات التي تبيع للمواطنين بالأسعار الرسمية لشركاتهم مثل “مأمون البرير ومعاوية البرير” و(سيقا ومرحب للزيوت)، و(باسقات) وغيرها من الشركات التي ستعمل على بيع منتجانها للجمهور اعتباراً من يوم الأحد القادم عقب افتتاح رئيس مجلس الوزراء القومي للسوق، أن فكرة السوق جاءت من المدير العالم لبنك العمال الأستاذ “محمد إقبال” اشرف على الفكرة حتى اكتمل السوق بصورته النهائية وزرناه بالأمس وتجولنا في كل أركانه ومحلات الشركات وبيع السلع المختلفة، إضافة إلى أسواق الخضر والفاكهة التي ستقوم بالبيع للجمهور بأسعار تقل عن الأسواق العادية بنسبة (25%)، فالسوق عبارة عن مجمع كبير تم تأسيسه بصورة ممتازة تتيح للمتسوق الشراء بكل سهولة، السوق يقع في منطقة حي النصر ويقدم الخدمة إلى كل سكان المنطقة من سوبا شرق والجريفات شرق والنص والحاج يوسف ودار السلام والكرياب والهدى والفيحاء ودار السلام والمرابيع وحي المصطفى وغيرها من المناطق التي تقع حول السوق، الأستاذ “صابر” الموظف ببنك العمال ويعمل في إدارة التسويق، الذي التقيناه بالسوق، قال إن التعامل في السوق يتم عبر البطاقة الإلكترونية فكل من يحمل تلك البطاقة يحق له التسوق ومن لم تكن لديه بطاقة تنشأ له بطاقة في الحال لإجراء معاملاته الشرائية، وقال إن السوق لا يقبل التعامل بالكاش وهذا يعني أن مشكلة الكاش التي أرقت المواطنين الفترة الماضية ستساعد تلك البطاقة المواطنين على شراء كل احتياجاتهم عبر تلك البطاقة التي يمكن للشخص تغذيتها من داخل السوق عبر العاملين بالبنك، وقال صابر إن البنك سيفتح عدداً من الأفرع الشبيه بالسوق في كل من محلية كرري وجبل أولياء.
إن فكرة السوق ممتازة إذا خلت من أصحاب الغرض من التجار الذين يستغلون تلك الأسواق لمصالحهم الخاصة، ولكن المسؤولين بالسوق ومدير بنك العمال الأستاذ “محمد إقبال” قالوا لن يسمح لأي شخص الشراء أكثر من حاجته، بمعنى أن التجار الذين يتحينون الفرض للثراء من تلك الأسواق يكون البنك والعاملون بالسوق قد أغلقوا كل المنافذ عليهم إلا إذا ظهر ضعاف النفوس الآخرين من داخل السوق أو من البنك نفسه، ولكن يبدو أن البنك له كميرات مراقبة تكشف كل محتال أو يريد أن يستغل السوق لمصلحته الشخصية، كما حدث في كثير من الأسواق التي أنشئت من أجل راحة البسطاء والفقراء من هذا الشعب، إلا أنها استغلت لمصالح آخرين مثل سوق الساحة الخضراء الذي بدا بداية طيبة قبل أن يتدافع عليه صغار التجار فافسدوا المشروع ما لم تتدخل الجهة التي قامت بالإنشاء، المشكلة الآن ليست في الحكومة ولكن المشكلة أصبحت من خلال المواطنين الذين يحاولون أن يغتنوا على حساب المساكين، فإن لم تسد تلك المنافذ فإن الأعمال الجميلة التي تبتكر ستفشل من مجموعة انتهازية لا يهمها المواطن وإنما تعمل لمصلحتها الشخصية، فالشركات التي تتعاون مع السوق خاصة الشركات الكبيرة وصاحبة الأسماء الناصعة في عالم المال ستهزمها تلك الفئة المصلحجية، لذا لابد من بنك العمال وإدارة السوق أن تظل عيناً ساهرة لكشف المتلاعبين بقوت الشعب.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية