رأي

معمر الطيب.. يا تلال البحر الأحمر زولاً كان بوانسك يا حليلو

غيَّب الموت المحتوم والمحسوم أجله منذ الأزل الأخ والحبيب (معمر الطيب علي) ابن الأكرمين وسليل الصالحين ونوارة شباب الدويم وحبيب الثغر وبورتسودان التي أنفق فيها أنضر أيّام العُمر الجميل واتخذها موطناً ومقاماً ومحطة دراسة وعمل في علوم البحار والتي نال فيها أرفع الدرجات العلمية بفضل الله وكده واجتهاده حتى التفوق في الدراسة والعمل عميداً لكلية علوم البحار في جامعة البحر الأحمر لتضن به بورتسودان وتتأبى أن تعيده إلى مهد طفولته وصباه وعمل بها مكتسباً ثقة ومحبة أهلها الذين بادلوه حباً بحب ووفاءً بوفاء.
وكان (معمر) في الموعد دائماً عالماً متمكناً من ما ناله من علوم ومعارف أتاحها لتلاميذه ولمجتمع البحر الأحمر، مثلما كان في الموعد دائماً مع كل زوار الثغر من أهل الدويم وما أكثرهم والذين كانوا دائما ما يتحدثون عنه وعن مكارمه بكل البهاء والجلال لعظيم ما قدم وأعطى وأضفى وأضاف من قيمة مضافة للحق والخير والجمال.
لهفي على (معمر الطيب) وهو يمضي إلى الضفة الأخرى من الحياة خفيفاً إلا من أثقال محبة الناس الذين عرفوه وخبروه وعرفوا وخبروا أصيل منبته ومعدنه وكريم أخلاقه وحسن جواره ومعشره، ولقد شق نعيه عليهم ولا يقولون إلا ما يرضي الله إنا لله وإنا إليه راجعون.
على مثل (معمر) فلتبك البواكي.. لكن الدوام لله وحده ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام.
رحل الذين تحبهم كيف يا قلب تستوعب هذا؟ شق علينا نعيك يا “معمر” ورحيلك المباغت في أوان الورد وزمان التفتح وما أنت على الله بعزيز وقد أختارك إلى جواره وأكرم به من جوار، فقد كنت مرجواً في قومك وأهلك وأسرتك الكبيرة والصغيرة، وأعزي فيك أرملة ثكلى وأطفالك اليفع وأم تبكي على حواف مرقدك الطاهر يا زين شبابنا وأغلى الرجال. وقلبي عند الوالد (الطيب علي) أب كل عيال الدويم وحبيبهم الذي يطوي الضلوع على محبتهم كما يطويها على فلذات كبده وكل أهله.
وجعي عليك مقيم الحبيب (معمر) اسماً حمل المعاني والمضامين والدلالات وتبقى سيرتك السمحة وصيتك السمح في ذمتنا وذمة الحاضر وصية التعازي حارة وممتدة إلى كل أهلك في كل أصقاع الدنيا وإلى أشقائك (عادل وعلي وعاطف) وشقيقاتك وأسرتك الصغيرة.
أحرَّ التعازي إلى والديك المكلومين وإلى تلاميذك وأصدقائك وجيرانك وأحبابك وإلى قلبي الذي لا أعرف كيف يستوعب هذا الفقد الفادح والمصاب الجلل.
ألف رحمة ونور وبركات على مرقدك وسلام عليك في الخالدين.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية