دكتورة نعمات الزبير تكتب : الأطفال ضحايا الحروب
دكتورة نعمات الزبير
عندما تندلع أي حرب يصبح الأطفال الحلقة الأضعف في غمارها، تطالهم الأعمال العدائيه فيقعون في مرمى مخاطر لا تحصى، و يحرمون من أجمل سنوات الطفولة ويصبح مستقبلهم مهدداً ، ولهذا فأن حمايه الأطفال أثناء الحروب أمر في غاية الأهمية فهم قبل كل شيء الحاضر والمستقبل.
يبحث كل الأطفال في مناطق النزاعات عن طرق للتعايش وسط الفوضى التي تسببها الحرب والأخطار التي تحدق بهم من كل جانب من استغلال لهم وتفريق لشملهم من عائلاتهم وترك بيوتهم، وحرمانهم من التعليم، أو يقتلون أو يشوهون أو يتعرضون للاعتداءات والاستغلال الجنسي، فضلاً عن ضعف الغذاء وكثير من التحديات التي يواجهها الطفل في مناطق النزاعات والحرب.
دوي المدافع يكاد يصم آذانهم، أزيز الطائرات يروع قلوبهم، مشاهد القتل والدمار شريط يتجدد أمام أعينهم، وما بين مَن يعيش الحرب ومَن يشاهدها من أطفالنا تضيع طفولتهم وتزداد معاناتهم، ولهذا ركز علماء النفس على ضرورة تفادي الآثار السالبة للحروب بين الأطفال، وقد يقابلها الطفل بالبكاء أو العنف أو الغضب أو الاكتئاب الشديد، كما أن الحروب قد تفجر أزمة هوية حادة بين الأطفال، فالطفل لا يعرف لمن ينتمي ولماذا يتعرض لهذه الآلام.
وقد لا ينتبه الكثيرون إلى أنه من أخطر آثار الحروب لدى الأطفال ليس ما يظهر منهم وقت الحرب، بل ما يظهر ممن نجوا من الموت أثناء الحرب وحملوا معهم مشكلاتهم النفسية التي لا حصر لها، ومعاناتهم لا تتوقف بتوقف المدافع بل تصاحبهم إلى مراحل متقدمة من أعمارهم.
يحتاج الأطفال في المقام الأول للسلام لكي يزدهروا ومن المهم لمصلحة الأطفال مضاعفة جهود إنهاء النزاعات الدائرة حاليا، ليس بوسع الأطفال الانتظار لحمايتهم لكن بوسع كل المواطنين في كل مكان أن يبدأوا بعدم إشاحة أبصارهم عن معاناة الأطفال لان سياسات النزاع معقده جداً ويجب أن نصر في مطالبتنا للقادة الوطنيين والدوليين على أن حماية الأطفال أثناء النزاعات والحروب هي حجر الأساس لانسانيتنا المشتركة.
يجب تذكير قيادتنا أن تكون مستعدة للتصرف من أجل منع الاعتداءات والعنف ضد الأطفال العالقين في مناطق الحرب. فمن واجب الحكومات وجميع أطراف النزاعات الدائرة أن تعمل على الوفاء ب التزاماتها بحماية الأطفال وتمكينهم من الوصول إلى خدمات الاستجابة المتخصصة للأطفال المتأثرين بالعنف، وأن تحصل المجتمعات المحلية في المناطق المتأثرة بالنزاعات على الدعم لإقامة بيئات قادرة على حماية البنات والأولاد، كما أنه بوسع المؤسسات الدولية المعنية بالسلام والأمن والمنظمات الإقليمية أن تفعل المزيد لايلاء الاولوية لسلامة الأطفال العالقين بمناطق النزاعات المسلحة ودعم البرامج التي تعمل عل حماية الأطفال من العنف وسوء المعاملة والاستغلال وتوفير الخدمات المطلوبة لمساعدة الأطفال على النجاة وتحقيق مستقبل أفضل.
هناك عدد كبير من الأطفال الذين يحتاجون إلى المساعدة الإنسانية ومن أزمات الصراع والتهجير وتفشي الأمراض المعدية وارتفاع معدلات سوء التغذية ويكون هدف المنظمات مثل اليونيسيف هو حماية وتعزيز النظم الغذائية والممارسات التي تمنع هزال الأطفال وقيادة حملات صحية في حالات الطوارئ من خلال الاستجابة للتهديدات.