ولنا رأي

نهاية عام بدون رأس سنة!!

صلاح حبيب

يأتي نهاية هذا العام 2018 وكأننا في بداية العام 1989 حينما حلت الإنقاذ ولم تقم احتفالات رأس السنة، بحجة أن رأس السنة بدعة، فظل الشعب السوداني المحب للطرب والاحتفالات خاصة نهاية العام أو الاحتفالات برأس السنة لفترة طويلة من الزمن ولا تقام الاحتفالات، ويجيء هذا العام والبلاد تشهد اضطرابات ومظاهرات بسبب ندرة الخبز والوقود، واليوم هو نهاية العام 2018 الذي من المفترض أن يكون قد استعدت له الفرق الفنية والغنائية بطرح تذاكرها بالأندية المختلفة لاستقبال عام جديد، وسط بهجة وفرحة المواطنين، البلاد ومنذ فترة طويلة كانت تعيش أمناً وسلاماً واستقراراً، ولكن ولمدة عشرة أيام متواصلة ظللنا في حالة احتقان بين الشعب والحكومة، التي لم تتمكن من حل المشكلة الاقتصادية، وعلى رأسها مشكلتي الخبز والوقود، وإن تم الحل يكون مؤقتاً ولفترة لا تتعدى اليوم أو اليومين، ولا ندري ما الذي يجري للبلاد في الدعوات التي تقدمها المعارضة ونقابات المهنيين للخروج في تظاهرات تطالب الحكومة باتخاذ مواقف محددة للحل، لذا ونحن نستعد للاحتفال بنهاية العام، اليوم لا ندري ما الذي يجري لهذا الوطن الذي صبر شعبه كثيراً على المعاناة، وهل سيمر اليوم مرور الكرام وهل تحتفل الأسرة في الأماكن التي كانت تحتفل فيها كل عام أم سيكون اليوم كما رأت الإنقاذ في بدايتها فألغت الاحتفال برأس السنة وكل مجموعة كانت تصر على الاحتفال بطريقتها الخاصة، هل سيكون اليوم هو نفس اليوم كما جاء قبل ثلاثين عاماً أم الظروف ستكون غير ذلك، إن الإنقاذ التي يخرج قادتها كل فترة لتقديم الاعتذارات إلى الشعب السوداني بسبب عجزها من توفير الضروريات له كما ينبغي؟ هل يمكن أن يخرج هؤلاء القادة اليوم ليقولوا للشعب كلمتهم التي تساعد على الأمن والسلام والاستقرار أم ستركب القادة رأسها وتعمل كما ترى هي كيف يكون الحل، الحكومة تركب رأسها دائماً وتحاول أن تعالج الأمور بطريقتها الخاصة، فأزمة الخبز ما كان لها أن تتمدد أو تتراص الصفوف يومياً بسبب الشح المصطنع من أصحاب الأموال لقد طالب أولئك الحكومة قبل ستة أشهر أو أكثر طالبوا زيادة فرق السعر لجوال الدقيق، ولكن الحكومة عملت بما تراه هي فكانت الزيادة حسب رؤيتها مائة جنيه تقريبا وهذا هو رأيها في الزيادة إلا أن أصحاب الدقيق أو أصحاب المخابز كان رأيهم يختلف عن رأي الحكومة، وظل الصراع دائر بينهم إلى أن جاءت تلك المظاهرات التي ربما أجبرت الحكومة على التراجع الآن عن المبالغ السابقة وزادت السعر إلى أن وصل الدعم إلى (600) جنيه أي بزيادة مائة وخمسين جنيها عن الرقم السابق فلو الحكومة من الأول عملت على تلك الزيادة لجنبت البلاد والعباد تلك الحالة الخانقة وتلك المظاهرات التي ضاع بسببها عدد كبير من أبناء الوطن الذين خرجوا مطالبين بتوفير الحد الأدنى من المعيشة، وهو حق مشروع خروجهم للمطالبة بذلك، ولكن الذين يعتبرون بأنهم ملوك أكثر من الملك أضاعوا أرواح أبرياء ما كان ينبغي أن تروح في ظل المطالبات المشروعة، ونأمل أن يتجنب العقلاء هذا الظرف الصعب وأن تتم معالجة الأمور بالحكمة بدلاً من استخدام العنف، ونأمل أن يحتفل الجميع اليوم بتهاية العام احتفالا يسعد الكل بعيدا عن الطلقات النارية التي تزهق الأرواح وتوتر الأجواء ونتحسر من بعد ذلك على وطن اسمه السودان.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية