قبيل عامين وفي مثل هذا التوقيت تحديداً حزمت حقائب الرحيل عن هذه الصحيفة المعطاة ليس لشيء سوى لأخذ قسط من الراحة والاستجمام من رهق هذه المهنة التي تنخر في أعصاب من يخلص لها ويعشقها. فترجلت عنها لحين ميسرة ريثما استعد نفسياً وجسدياً للخوض فيها مجدداً، وقطعت وعداً بذلك على نفسي وإدارة الصحيفة وكل هيكلها. ووعداً آخر بالوصل سواء الاجتماعي أو حتى ترك اسمي على صفحات الجريدة كلما تيسر ذلك وقد كان.. بيد أن التعايش مع التوقف لم يكن بالأمر الهين وأنا استشعر فراغاً عجيباً، فالصحافة كما أسلفت كأنها سرطان يستشرى في العقول أو مخدر يصعب الفكاك من إدمانه لذا وبعد أحد عشر شهراً فقط حزمت ذات الحقائب للعودة مجدداً، لكن هذه المرة كانت محطات التسفار في صحف أخرى إلى أن عاودني الحنين لدار ( المجهر السياسي) مرة وأنخت بأشواقي عند بابها وقد وجدته مفتوحاً على مصراعيه كما تركته .
(٢)
فشكراً كثيراً كثيراً أخي وأستاذي الهندي على كرم وحفاوة الاستقبال وقبلها استيعابي مجدداً ضمن كتيبة (المجهر) الشرسة. وشكراً بلا حدود للإضافات التي أثقلت ميزان سيرتي بأن سبق لك تعييني رئيساً لقسم التحقيقات مدة ثلاث سنوات ثم وهو الأهم أن صنعت مني كاتبة رأي. وعندما يقول (الهندي) إنه صنع أو اكتشف عدداً من الكاتبات اللاتي يسدرن الآن في عدد من الصحف فهو محق تماماً، وهذه (شهادتي لله). له نظرة ثاقبة في اكتشاف مقدرات مكنونات كل صحفي ووضعه في المكان الصحيح.
وشكر خاص للأستاذ “عبد الماجد عبد الحميد” الذي يذكرني وإلى حد كبير بالراحل المقيم بيننا الأستاذ “سعد الدين إبراهيم” وهو يتابع ما يكتبه الزملاء ثم لا ينفك يعلق مقوماً وموجهاً ومشيداً. استاذنا ” مجيدي” كذلك ولا أنسى متابعته لما كتبت بـ(المجهر) وبأريحية تامة يتصل مشيداً وموجهاً أيضاً إلى أن التحقت بركب صحيفته (مصادر) وقد زادني بشرف الكتابة على الصفحة الأخيرة وهي إضافة ليست بالهينة كرست لأن أدرج ضمن صويحبات الأقلام الذهبية..فشكري له بلا حدود مع الأمنيات لـ(مصادر) بالريادة …موفق أبداً أستاذي.
أجد نفسي محظوظة بأن نهلت قطرات من فيض مدارس وأساتذة أجلاء القامة “حسين خوجلي” عبر إذاعة المساء تمهيداً للتلفزيون ولكن الله لم يشاء لي الاستمرارية. وكذا أستاذنا الكبير ” عثمان ميرغني”.
أيضاً شكري يمتد للزملاء بصحيفة (المجهر) الذين شيعوني بالدموع عندما غادرتهم (مؤقتاً) واستقبلوني بذات المشاعر ولم ينفكوا طيلة فترة الغياب يلاحقونني : (عليك الله يا أمل ارجعي لبيتك) ، وها أنا ذا أعود فرحة ومطمئنة.
فشكراً لكم جميعاً ولكل الزملاء والأصدقاء الذين بعثوا بتهانيهم في الخاص والعام.
وفوق كل هذا وذاك لا تفوتني الإشارة لصحيفة (حكايات) المدرسة الأولى التي تعلمت فيها أبجديات الصحافة على أيدي خبراء أكفاء الأستاذ “وجدي الكردي” والأستاذ ” أحمد يونس”
مجدداً شكرا لك أستاذي (الهندي) وبسم الله نبدأ.