مسألة مستعجلة

نطوي عاماً من الأزمات!!

اليوم نطوي عاماً من الزمان ونستقبل عاماً جديداً ينتظره الجميع بعين التفاؤل، بعد أن عاشوا مره.
2018 كان بكل المقاييس عام التحديات والصعاب بدرجة ممتاز، حيث استفحلت الأزمة الاقتصادية وبلغت ذروتها لترتسم ملامح الصفوف المولود الشرعي للأزمات (الخبز، المحروقات، السيولة)، عادت بالفعل بعد أن ودعناها ولكن إلى رجعة في العام المنتهي، 2018 كان عام المعاناة والغلاء وشظف العيش عند الكثيرين، حيث لم تشهد السنوات الماضية كما وصل إليه العام المنتهي، وقد استقبلنا بزيادات خيالية في الأسعار ومضت في متوالية الارتفاع المندفع، وقد بلغت الزيادات في بعض السلع عشرة أضعاف!
تحدى السيولة كان المؤشر الأخطر الذي هوى بالأوضاع الاقتصادية إلى هذا الدرك الأسفل الذي نعيشه اليوم، فحول كل شيء إلى كوم من التحديات.
لم يقف المارد المودع عند هذا الحد، وهو يرسم صورة مأسوية، الأنفس تفقد خلال تظاهرات احتجاجية بعدد من مدن الولاية، والخراب والدمار يخيم على ما بنته الأيام والسنين لصالح الشعب من مرافق حيوية وخدمية، المستفيد الأول منها هو المواطن.
كل يؤمل في العام الجديد وملامح البؤس والأزمات ما تزال تحيط بنا ولكنها تمضي في اتجاه التلاشي ونتمنى أن يتحقق ذلك خلال الأيام القادمة.
مرر نواب المجلس الوطني أمس، الموازنة العامة للدولة بكل ما تحمل من بشريات وأعباء، ولكن السواد الأعظم من المواطنين يعول عليها بأنها نقطة البداية لعام الانفراج، لأن من بعد العسر يأتي اليسر وأزمة الخبز قد بدأت في التلاشي ونتمنى أن لا تعود في عامنا المقبل.
غداً سوف تنزل الميزانية الجديدة وما يزال الكثير من الموظفين والعاملين يجولون ما بين منازلهم والصرافات لصرف رواتبهم وليس شيئاً آخر بعد أن أحال التطور الراتب الشهري إلى الصرافة بدلاً من الخزنة التقليدية، تحدي يواجه العام الجديد، والبعض من الأسر تنتظر لقمة العيش مما سيصرف عبر بطاقة الصراف الآلي التي تأبى في الظروف الراهنة من أن تستجيب الصرافات لها.
بالأمس القريب خرجت مبادرة في غاية الأهمية، وهي مبادرة (إيداع) التي تنادى لها رجال المال والأعمال للمساهمة في حل مشكلة السيولة بعد أن حولوا منازلهم إلى بنوك ونضبت خزن البنوك، وزاد الوضع سوءاً فوق سوء، ضربة البداية تمت يوم أمس، حيث كانت مبشرة بأن القادم سيكون أفضل وتجار سوق ليبيا يوردون مبلغ (500) مليون كدفعة أولى في سبيل حل أزمة السيولة، ونتمنى أن تكون واقعاً وتنهي مسرحية البحث عن سيولة.. والله المستعان.

مشاركة

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية