ولنا رأي

هل تتجدد خطب (الجمعة) لفك نعاس المصلين؟!

صلاح حبيب

ظل خطباء المساجد كل يوم (جمعة)، يتناولون نفس الخطب التي سمعنا عنها منذ الميلاد ولم يفتح الله على أحدهم بتجديد خطابه حتى يحس المصلي أن هناك جديداً في التناول، أئمة المساجد لا أدري هل هناك اختيار لهم من قبل وزارة الإرشاد، أم كل إمام حفظ ليهو كم حديث وكم آية وفرض نفسه على المصلين، لأن الذي نراه الآن من الأئمة يدعو إلى الاستغراب والدهشة، فصلاة (الجمعة) يوم في الأسبوع، ويفترض أن يحضِّر الإمام خطبة تتناول الشأن العام مع بعض الأحاديث الصحيحة، لأن الملاحظ أن معظم الذين يأتون إلى المساجد من كبار السن أو الشباب، نلاحظ النعاس قد بدأ يدب في جفونهم، والسبب أن الإمام لم يطرق مواضيع جديدة أو مواضيع تهم المصلين، فالخطبة من نوع الخطب المحفوظة أو التي استمع إليها هؤلاء عشرات المرات، ولذلك لا بد أن تنظر وزارة الشؤون الدينية والأوقاف أو الإرشاد في إجراء تدريب إلى الشباب الذين يمكن أن يقدموا ما يفيد من خلال خطبة (الجمعة)، فمعظم الخطب قديمة حتى الأحاديث لم تجدد، فالحديث الذي تلاه الإمام في الخطبة السابقة نجده درج على ترديده في كثير من خطبه.
المسجد عبارة عن قاعة محاضرات يمكن للإمام أن يقدم من خلالها الجديد، فليس النار والعذاب كل الذي يردده الأئمة.. فالجنة وترغيب الشباب فيها يجب أن تكون من الأولويات بدلاً من الطرق في كل الخطب على جهنم والنار وتشريد التائبين، هناك من الأئمة الذين ظلوا يتحدثون عن الشأن الخارجي أكثر من الداخلي، فتناول الدول الأخرى ومشاكلها لا يفيدنا في شيء بقدر ما المفيد تناول الموضوعات التي تعنى بالشأن الداخلي، السودان به من الموضوعات التي تحتاج إلى الحديث فيها في هذا اليوم الذي يأتي بعد أسبوع، فليس من العقل أو المنطق أن أخرب علاقات البلاد مع الدول المجاورة، فنحن في غنى عن ذلك، ما الذي يستفاد عن الحديث لعدد من الجمع عن اغتيال الصحفي “خاشوقجي”، هل كل مشاكل الأمة منصبة الآن في هذا الصحفي إن كانت قتلته دولته أو تم اغتياله عن طريق الخطأ، نحن لا ناقة لنا ولا جمل في هذا الاغتيال، فالسعودية تدير أمورها بنفسها، فإن لم نصلح فالصمت خير.. أما إذا كان الخطباء لهم مشاكل مع هذه الدولة فيجب ألا نعرض البلاد إلى فتنة خارجية مع تلك الدولة التي ترتبط علاقاتنا بها، صحيح هناك حرية في التناول من قبل الأئمة، ولكن أحياناً نجدهم لا يهتمون بالداخل كثيراً، فلو تحدث الخطيب عن الغلاء الفاحش وجشع التجار والأزمة الاقتصادية وعدم توفر السيولة بالبنوك، يكون الأمر مبلوعاً، ولكن أن يظل الخطيب يلوك الحديث كل (جمعة) عن شيء لا يفيد، فإن ذلك يجعل المصلي في حالة تثاؤب ونعاس وربما شخير، لذا يجب أن يجدد الأئمة خطابهم كل أسبوع حتى تكون الخطبة مفيدة بدلاً من الهروب كل أسبوع من مسجد إلى آخر، فالدين فيه الكثير المفيد والمتجدد، ولكن مشكلة الدعاة أنهم لا يواكبون مجريات الأحداث العالمية وربطها بهذا الدين السمح، فظلوا متقوقعين في الكتب الصفراء، فالمياه إن لم تتحرك ستصبح راكدة ثم آسنة، فديننا دين السماحة والعطف والمحبة، الدين الذي يزرع الأمل للعاصين بدلاً من تنفيرهم.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية