"الطيب سيخة" يعود للأضواء!!
بدأت الحركة الإسلامية مؤتمرها الثامن بـ(قاعة الصداقة) بالخرطوم أمس وسط حشد كبير من منسوبيها بالعاصمة والولايات، كانت أشواق الإسلاميين إلى بعضهم البعض أكبر، حيث بدؤوا في استرجاع ذكريات الماضي منذ التأسيس والعلاقات التي ربطت بينهم قبل أن تدخل الحركة السلطة فتفسدها المكاسب والمال. بانت على عدد كبير من أعضاء الحركة الإسلامية في المؤتمر والقادمين من ولايات السودان المختلفة، بانت عليهم حالة التقشف بـ(الجلاليب) البيضاء والعمم الناصعة البياض لدى قلة منهم، مما يؤكد أن هؤلاء هم أعضاء الحركة الإسلامية الذين بدؤوا حياتهم بنفس هذه الهيئة زاهدين في الدنيا ونعيمها.
تأخرت جلسة المؤتمر الإجرائية عن موعدها المحدد التاسعة صباحاً وبدأت بعد العاشرة، لا ندري ما أسباب تلك الربكة الخفيفة خاصة ما يخص تسليم البطاقات على الرغم من أن الجهات المسؤولة تسلمت أسماء المشاركين في المؤتمر منذ فترة وكذا البطاقات، أعلم أنها كانت جاهزة، ولكن لا ندري لماذا تقرر تسليمها من داخل القاعة التي تجرى فيها جلسات المؤتمر.
القاعة الرئاسية التي جرت فيها الجلسة الإجرائية اكتظت بعدد كبير من المشاركين حتى ضاقت بهم، وجلس البعض خارجها يتابع المؤتمر، ولم تكن هناك جهة يلجأ إليها المشاركون لمعرفة مواقعهم، فمعظم الناس كانوا (لايصين)، وقد شهدت الأستاذ “كمال عبد اللطيف” وزير المعادن يقف على رجليه ثم ينتقل من مكان إلى آخر، وهناك عدد من المسؤولين كانوا يجلسون في الصفوف الخلفية. نعلم أن مسؤولي هذه القاعة يحددون إجلاس المشاركين إذا ما أُعطيت الأسماء، لكن هذه طبيعة السودانيين يفسدون العمل الجميل بهنات صغيرة، والهنات الصغيرة لا تغتفر مهما كان الترقيب والتنسيق.
تحدث البروفيسور “إبراهيم أحمد عمر” رئيس اللجنة العليا للمؤتمر، وأفاض في الحديث، حدَّث الناس عن الشورى وعن تصعيد الأعضاء، وقال إن المؤتمرات القاعدية بالولايات صعدَّت الشباب والطلاب والمرأة، وقال إن نسبة الرجال بلغت (79%)، فيما بلغت نسبة المرأة (21%) فاقت نسبة العشرة التي حُددت لها، كما قال إن أعضاء الحركة الإسلامية من أعمار عشرين عاماً بلغت (8%)، ومن عمر ثلاثين بلغت (19%)، ومن خمسين إلى ستين (29%)، أحد عشر بالمائة من تجاوز الستين عاماً.
الأستاذ “حسن عثمان رزق” أعلن عن انتخاب رئيس المؤتمر ونائبه والمقرر، وجرى طرح للأسماء المرشحة لمنصب رئيس المؤتمر، فرشح “عبد الله محمد سيد أحمد” من ولاية الخرطوم، الدكتور “الطيب إبراهيم محمد خير”، فيما رشحت الدكتورة “سعاد الفاتح البدوي” البروفيسور “عبد الرحيم علي”، ورشح الدكتور “محيي الدين تيتاوي” الدكتور “عبد الرحمن أحمد خضر”، ورشح “عبد الله سيد أحمد” من جبل أولياء الأستاذ “مهدي إبراهيم”، لكن اعتذر الأستاذ “مهدي” كما اعتذر الدكتور “عبد الرحمن الخضر”، وانحصر التصويت على البروفيسور “عبد الرحيم علي” والدكتور “الطيب إبراهيم محمد خير”، وفاز الدكتور “الطيب”، ولكن لم تحدد المنصة فارق الأصوات بين الاثنين.
وأعتلى الدكتور “الطيب” المنصة وجلس في موقعه وغادر البروفيسور “إبراهيم” الموقع فاسحاً المجال للدكتور “الطيب” لمواصلة البرنامج، وتحدث الدكتور “الطيب” عن البروفيسور “عبد الرحيم علي” حديثاً طيباً، وأثنى عليه، وأكد أنه سبق أن كان رئيسه في إحدى اللجان، وقال: (على الرغم من أنني الرئيس، لكن اقترح أن يكون البروفيسور “عبد الرحيم” نائباً له، وهم سيُسيران الأمر فيما بينهما).
وبعد حديث الدكتور “الطيب”، قدم الأستاذ “مهدي إبراهيم”، وهو من المحدثين المفوهين، صاحب حنجرة قوية ومفردات جميلة يؤثرك بحديثه الجذاب فلا تمله. فقدم الأستاذ “مهدي” بعد أن تحدث وأفاض، قدم الشيخ “علي عثمان محمد طه” الأمين العام للحركة الإسلامية، تحدث من ورقة مكتوبة طاف بالحركة الإسلامية داخلياً وخارجياً، وقال إن الحركة الإسلامية تنبذ العنصرية والقبلية وتؤكد التزامها بالمواطنة.
وجد الأستاذ “خالد مشعل” أحد القيادات الفلسطينية ترحيباً حاراً من الحضور عندما دخل القاعة. بلغ عدد المشاركين في المؤتمر من خارج السودان (120) شخصية، يمثلون ثلاثين دولة منها (مصر ولبنان والأردن والجزائر وتونس والمغرب وتشاد والصومال وسيرلانكا) وغيرها من البلدان الإسلامية.