تقارير

أهمها الإسلاميون والجنوب وإسرائيل: رسائل "طه" إلى من يهمهم الأمر

حرص النائب الأول لرئيس الجمهورية، الأمين العام للحركة الإسلامية في السودان “علي عثمان محمد طه”، على عدم تفويت الفرصة التي أتاحها له حضور أكثر من (4000) من الإسلاميين بالإضافة إلى قيادات نوعية من فطاحلة الإسلاميين من العالم العربي والإسلامي، ويقوم بتوجيه رسائل نوعية إلى عدة جهات من خلال كلمته التي ألقاها في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الذي عُقد يوم أمس بقاعة الصداقة بالخرطوم.
أولى رسائل “طه” التي وجهها كانت إلى الإسلاميين والمسلمين عموماً في السودان، حيث دعاهم وبمختلف توجهاتهم الفكرية والعقائدية والمذهبية إلى تجاوز الخلافات التي وصفها بالصغيرة، ودعا المسلمون إلى التوحّد خلف هدف واحد هو بناء مجتمع مسلم معافى قائلاً: (إنه ومهما اختلفت المناهج والأساليب وأسباب العلاج فلا شك في أن أهدافنا واحدة، وهي سعي في رضا الله، وطريق يجمعنا تحت حصن منيع لبناء مجتمع مسلم). كما وجّه “طه” رسالة إلى قيادات وقواعد الحركة الإسلامية نفسها عندما نصحها بتجديد مشروعها عن طريق إعداد مشروع إستراتيجي يكون هادياً للمرحلة المقبلة، بحيث تستصحب هذه الإستراتيجية المستجدات، خاصة تلك التي وقعت في بلدان الربيع العربي. وعرّج الأمين العام للحركة الإسلامية خلال خطابه الذي استمر لنحو (20) دقيقة إلى ما حدث من انفصال الجنوب عن الشمال وتكوين دولة جديدة لهم، مع استمرار تحميل القوى السياسية كافة للإسلاميين مغبة هذا الانفصال، فقال “طه” وكأنه يرد عليهم، إن الحركة الإسلامية لم تسع إلى فصل الجنوب عن الشمال، بل إنها سعت إلى عدم فصل الجنوب عن الشمال عبر كثير من الوسائل، منها بذل المال الكثير والجهد من أجل بناء مشروعات تنموية كبيرة في الجنوب. وأكد أن السبب الأول للانفصال يعود إلى وجود مخطط أجنبي قديم يسعى إلى تفتيت العالم العربي والإسلامي خاصة في أفريقيا جنوب الصحراء. وعدّ المخطط قد نجح في فصل الجنوب، مع أن الانفصال لا يمثل إرادة المواطن الجنوبي- على حد قوله. وذكر بأن الحركة الإسلامية لن تتخلى عن المواطن الجنوبي مهما حدث، وأن الانفصال ليس نهاية المطاف قائلاً: (إنسان الجنوب هو أغلى في الجنوب عندنا ولم يكن للجنوبيين خيار حقيقي، لذلك فإن رؤية الحركة الإسلامية ستظل تنظر إلى ما وراء واقع التوترات الحالية، وتمد أسباب التعاون والتقارب لتكون أقوى مما كانت.. نريد لعلاقتنا مع جنوب السودان أن تكون علاقة جوار آمن، وأن تكون لنا مصالحنا المفتوحة للمرعى والتجارة، وأن تكون حدودنا مفتوحة للخير، لا للشر، للصداقة لا للعداوة).
كما حرص النائب الأول لرئيس الجمهورية على إرسال رسالة إلى مسلمي جنوب السودان الذين كانوا إلى وقت قريب مسلمين في دولة واحدة، مفادها أن الحركة الإسلامية في السودان لن تتخلى عنهم، ودعا حكومة الجنوب إلى رعاية حقوقهم ومصالحهم الخاصة، وعدم انتهاك خصوصيتهم، خاصة وأنهم أصحبوا أقلية في الدولة الجديدة.
كما حرص الأمين العام للحركة الإسلامية “علي طه”، الذي أكد أنه لن يترشح للمنصب مرة أخرى، حرص على توجيه رسالة قوية لإسرائيل التي كررت ضرباتها الجوية على السودان وآخرها قصفها لمجمع (اليرموك) الصناعي بالخرطوم، حيث قال إن السودان تحمّل وحده تبعات الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة، وآخرها الاعتداء على مصنع (اليرموك). ووصف المعركة الدائرة بين الخرطوم وتل أبيب، أنها بين الظلم والعدل، والحق والباطل قائلاً: (لئن كانت قدرتنا على الرد على الاعتداءات الإسرائيلية لا تكافئ قدرات الإسرائيليين، فإن عزمنا على الرد قائم وإن طال الزمن). وأكد “طه” أن إسرائيل دولة طائشة وباطشة (ويجب أن نذكر بأن إسرائيل لا تستجيب لحوار ولا تعرف سيادة الدول ولا تعترف بالقانون الدولي، وهي خطر على الجميع.. ولا ينفع مجابهتها إلا عن طريق وحدة الصف والصبر والمصابرة حتى  ينجلي الصباح).

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية