البروفيسور “إبراهيم أحمد عمر” رئيس المجلس الوطني (البرلمان)، في لقاء مع رؤساء التحرير أمس، عتب على الصحافة ورؤساء التحرير في كثير من القضايا التي يتناولها الصحفيون في أعمدتهم تسيء إلى البرلمان، وقال ليست الإساءة إليه شخصياً، ولكن في حق البرلمان عموماً ولم تكن هذه المرة الأولى التي يعتب فيها رئيس البرلمان على الصحافة والصحفيين، فقد سبق أن جلس معهم في أمسية رمضانية تناول فيها كيفية تعامل الصحافة معه والبرلمان، وقد امتدت تلك الجلسة إلى ما يقارب فترة السحور، والبروف “إبراهيم” دقيق جداً، فقد استخدم المستندات على الكتابات الصحفية التي يعتقد بأنها غير لائقة في حقه أو في حق أعضاء البرلمان، وضرب أمثلة بتصريحات الأعضاء والتي تنسب إلى البرلمان، وقال إنها خطأ ويمكن أن تنسب إلى الشخص، والحديث عن نوم الأعضاء في الجلسات، كثير من المآخذ أخذها على رؤساء التحرير الذين لا يقومون بتحرير الأخبار أو المقالات او الأعمدة، كما تطرق إلى مشكلة الصحفيين الذين يقومون بتغطية جلسات البرلمان والذين اتخذ المجلس قراراً بمنعهم من دخول المجلس حتى استئناف البرلمان لجلساته في أكتوبر القادم، وهذه المشكلة تطورت بسبب إحدى الزميلات التي قال البروف إنها نقلت أخباراً غير صحيحة، ومنعها أدى إلى تضامن بعض الزملاء معها وحاول عدد من رؤساء التحرير مطالبة رئيس البرلمان بوقف القرار والسماح للصحفيين بدخول البرلمان إلى أن تتم معالجة القضية من قبل رؤساء التحرير، ولكن البروف يعتقد أن القضية مسيسة، ولن يتراجع عن القرار إلا إذا اتخذ رؤساء التحرير مواقف تجاه منسوبيهم أو استبدالهم بآخرين، ولم يحسم الأمر، إذ أن اللقاء بينه ورؤساء التحرير طال ولكن تم الوعد بالحل.
البروف “إبراهيم” يعتبر أن القانون والدستور واللوائح كلها معه ومن حقه أن يمنع الصحفيين من الدخول إذا كان المجلس في إجازة ويمكن للصحفيين بالقانون والدستور دخول الجلسات ونقلها أثناء فترة الانعقاد.
البروفيسور “إبراهيم” استمع إلى آراء رؤساء التحرير في قضايا الحريات وكيفية العلاقة بين الدولة والصحافة والتي دعا إليها رئيس اللجنة الإعلامية بالبرلمان الأستاذ “الطيّب مصطفى” بحضور مدير جهاز الأمن والمخابرات الوطني، الفريق “صلاح عبد الله” (قوش)، والعميد “محمد حامد تبيدي” مدير دائرة الصحافة بالجهاز، وقد دار نقاش مستفيض واستمع الجميع إلى آراء جيدة تصب في مصلحة الطرفين، وتم التوصل إلى حلول إيجابية تدعم المواقف الوطنية للصحفيين السودانيين وعدم تجاوز الخطوط الحمراء التي يعرفها الإخوة الصحفيون، ووعد نقيب الصحفيين، الأستاذ “الصادق الرزيقي” بتفعيل ميثاق الشرف الصحفي مع تكوين لجنة من كبار الصحفيين والمختصين لمعالجة بعض الإخفاقات في الميثاق، والتزم رؤساء التحرير بما تم التوصل إليه واعتُبر خارطة طريق تصب في المصلحة الوطنية.
إن مواقف الصحافة السودانية وجدت الثناء من قبل مدير الجهاز، إذ أن الهم مشترك في العملية الوطنية والجميع يعلم تماماً الدور الكبير الذي لعبته الصحافة السودانية تجاه الدولة والمجتمع، الأستاذ الكبير “حسين خوجلي” رئيس تحرير صحيفة ألوان ظهر في اللقاء وكعادته وصراحته التي لا تخفى على أحد ألقى كلمة رصينة وبليغة في مداخلته، قال فيها إن الصحافة تواجه أوضاعاً مأساوية وهي في حاجة إلى الإعانة والدعم، وقال إنها إما موالية أو مشفقة فلا تجعلوها من الوسائط الإعلامية الأخرى التي تنقل الترويج عما هو سالب، فوجدت كلمة الأستاذ “حسين” الاستحسان من الجميع.