مسألة مستعجلة

لم يخيب فرقاء جنوب السودان ظن الحكومة

نجل الدين ادم

لم يخيب فرقاء جنوب السودان الذين أعلنوا رفضهم التوقيع على اتفاق السلام يوم أمس الأول، حتى آخر لحظة، لم يخيبوا ظن الوساطة السودانية بهم، بعد أن قادت معهم جولات ماراثونية لإقناعهم بأن يوقعوا على سلام جنوب السودان حتى يكون سلاماً شاملاً.
بعض دول الاتحاد الأوروبي أرسلت رسائل مسبقة بأنها لن تعترف بأي اتفاق لا يشمل كل الفصائل الجنوبية الرافضة، ولكن خاب ظنها والوساطة السودانية تنجح في آخر اللحظات بإقناعهم للانضمام لاتفاقية السلام، وقعت كل الفصائل بلا استثناء وتبددت كل المخاوف بأن يكون سلام جنوب السودان الموقع، اتفاقاً ثنائياً.
نعم عدلت المعارضة الجنوبية الرافضة للاتفاق والمتحفظة عليه في آخر لحظة عن موقفها، ووقعت على اتفاق السلام الذي كانت تنظره جموع كبيرة حضرت إلى قاعة الصداقة، نجح السودان بفضل المولى عز وجل والجهود المضنية التي قام بها وزير الخارجية “الدرديري محمد أحمد” والذي كان رأس الرمح في وضع اللمسات الأخيرة لهذا الاتفاق العظيم الذي سيوقف الحرب في جنوب السودان ويفتح صفحة جديدة من الإنجاز.
ما حققته الوساطة السودانية من نجاح كبير جعل الرئيس الكيني يتنازل طواعية عن فرصة استضافة الجولة المقبلة بين الفرقاء الجنوبيين بنيروبي، ويطلب من الرئيس “البشير” الاستمرار في مشوار النجاح الذي تحقق.
يظل ما تحقق أمس، من تلاحم جنوبي عالقاً بذاكرة كل مراقب، اللاجئون الجنوبيون يقتحمون قاعة الصداقة دون تنسيق مسبق، تضامناً مع ما تم من اختراق كبير في عملية السلام.
التحية للوساطة السودانية على ما بذلته من جهد أوصلت به الفرقاء جميعاً إلى نقطة التوقيع على الاتفاقية وهذا في ذاته إنجاز كبير، التحية لكل الفرقاء الجنوبيين على ما تحلوا به من وطنية.

مشاركة

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية