ولنا رأي

أزمة حقيقية أم زيادة في السعر؟!

صلاح حبيب

بدأت قبل أيام قليلة أزمة في الخبز وكثير من المخابز لم تف بالكميات التي كانت تقدمها إلى المواطنين بل تناقصت أوزان القطعة إلى ما يقارب النص، مما يؤكد أن الأزمة مستفحلة بل ظل الطرق على زيادة السعر إلى جنيهين للقطعة الواحدة، فأصحاب المخابز مافي جهة بتسألهم ولا المواطنين بيسألوا عن حقوقهم حينما يحصلون عليه، فالأزمة طالت كل شيء، والدولة كأن الأمر لا يعنيها طالما المواطن ساكت، ولكن إلى متى يصمد المواطن في ظل هذا الغلاء الفاحش وفي ظل انعدام الضمير لدى الغالبية من التجار، فكلما يصبح صباح تجد الأسعار شكل ولون ولا مفر من الشراء، أطفال في طريقهم إلى المدارس.. ومرضى في حاجة إلى الدواء وتجار لا يخافون الله فيما يبيعون، ولذلك طالما الدولة غائبة في إصدار الأحكام الرادعة فمن حق مصاصي دماء الشعب أن يفعلوا أي شيء، فالخبز أصبحت جهات محددة هي التي تتحكم فيه، ومن حقها أن تضغط على الدولة أو على المواطن المسكين، فقطعة الخبز تصاعد سعرها منذ أن كانت التسع أرغف بجنيه، ثم أصبحت ست بجنيه والمواطن مغلوب على أمره فما عليه إلا أن يشتري إلى أن أصبحت القطعة الواحدة بجنيه، والآن وفي ظل هذه الأزمة المفتعلة أو الحقيقية يتردد حديث في كل الأوساط عن زيادة في السعر ليصبح سعر القطعة الواحدة وربما بنفس الحجم إلى جنيهين، فهل إذا أصبح فعلاً هذا سعرها هل سيصمد المواطن؟ كم ستنفق الأسر يومياً نظير الخبز؟ الدولة لا بد أن توقف أصحاب الدقيق إذا تجاوزوا الحدود واستلذوا بتلك الزيادات المستمرة التي انهكت كاهل المواطن.. في الماضي كانت معظم الأسر السودانية تعتمد اعتماداً كلياً على (الكسرة والقراصة) أما الرغيف فكان للزينة أو للضيوف، فلم يعتاد السودانيون على أكل الخبز حتى سبعينيات القرن المنصرم، فالكسرة والقراصة كانت الأكلات الرئيسية لمعظم سكان السودان في الريف أو في الحضر، إلا أن المعونات الخارجية والدول الغربية أو الأمريكية ما في طريقة لتركع بها الشعوب إلا عن طريق القمح، فكل دولة استجابت إلى ذلك أصبح من العسير عليها أن تخرج من هذا البرنامج.. فنحن دولة كانت تعتمد على نفسها في غذائها، الآن لا بد أن تشتري القمح من أمريكا حتى ولو كان القمح يمكن أن ينتج من داخل السودان، فمن هنا بدأ التركيع ومن هنا بدأت قطعة الخبز كل يوم في زيادة، ولم تعد تلك القطعة هي التي تغير الحكومات كما كان في السابق في السودان أو في مصر أو في بعض الدول الفقيرة، فالخبز الآن يركع الحكومات، أما دول العالم، في إحدى دول الجوار الأفريقي حاولت الولايات المتحدة الأمريكية أن تقدم لها (الطعم) الخبز حتى تتمكن من السيطرة عليها ولكنها نجت من هذا الشرك.. وما زالت تعتمد على إنتاجها من الحبوب الذي يكفيها لصناعة طعامها، لذا إذا أردنا أن نخرج من دوامة زيادة الخبز وأن نخرج من سيطرة أمريكا وسيطرة تجار الدقيق، فعلينا بوضع البدائل التي يمكن من خلالها وقف هذا النزيف المستمر وهذا الهاجس الاسمه الزيادات في الخبز فإذا نجحت مقاطعة اللحوم يمكن أن تكون مقاطعة الخبز هي المرحلة المقبلة، لتتوالى عملية المقاطعات حتى يستقيم الوضع.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية