بعد رحلة فاشلة لي في التشجيع وجدت نفسي بالأمس منحازاً للفريق الكرواتي ضد الفريق الفرنسي، بالرغم من إعجابي الكبير بالفرقة الفرنسية خاصة هذا الدودة الحلزونية المسمى “غيرزمان”.. إلا أن ما أبداه الشباب الكرواتي من قوة عزيمة وإصرار وجلد في منازلة خصومهم يجبرك على احترام أدائهم الرجولي وعزيمتهم التي لا تلين، بالرغم من فشلهم بالأمس أمام الفرنسيين الذين حققوا حلمهم للمرة الثانية، وفازوا بهذا الكأس الذي كان مخيباً للآمال في نواحيه الفنية التي كانت دون مستوى الحدث، حيث اعتدنا في كل دورة من هذا الكأس أن نشاهد الجديد في كل شيء.. خطط التدريب، وطريقة اللعب وأساليبه التكتيكية.. وكان للكرة اللاتينية فنها وإبداعها وتميزها المهاري عن الكرة الأوروبية بخططها الصارمة المتميزة بتوزيع الأدوار والمهام.. بينما كنّا ننتظر أهلنا الأفارقة لنرى القوة والرشاقة، والعرب لنرى منهم اللعبة الحلوة الجريئة، بينما كان الروس يتميزون بجماعية الأداء وكأنهم يستلهمون هتافهم التليد البائد (يا شعوب العالم وعماله اتحدوا).
نعم، كان هذا الكأس الأسوأ مطلقاً في المستوى الفني والمهاري، إلا أنه وللمفارقة كان الأكثر جمالاً ودقة في شكله وتنظيمه، واستطاع (إخواننا) الروس وفي تقديري أن يقدموا وإلى الآن أجمل نسخة من هذا الكأس في تنظيمه وترتيبه وألق شكله ومظهره.. مبروك فرنسا.. مبروك روسيا.. وهاردلك للأبطال الوصفاء الكروات.