فى بيت الدكتور فيصل حسن إبراهيم!!
منذ أن تم تعيينه مساعداً لرئيس الجمهورية ونائباً لرئيس الحزب، ظل العديد من المسؤولين والمواطنين وأعيان المجتمع يتقاطرون إلى داره بحي النزهة الخرطوم، إن الدكتور فيصل حسن إبراهيم لم يكن رجلاً عادياً بل هو شخصية مجتمعية من الدرجة الأولى، متواضع، بسيط فى تعامله مع الآخرين، وهذا هو الذي حبب الناس فيه، مما دفعهم للذهاب إلى منزله لتقديم التهنئة بالمنصب الجديد، والنصح فيما يفيد البلاد والعباد، كنا بالأمس صباحاً مجموعة من رؤساء التحرير بداره العامرة، استقبلنا ببساطته ولباسه المتواضع الجلابية السودانية وعمامته التى اعتاد أن يكون بها حينما يلبس البلدى، الزيارة كانت بغرض التهنئة، ولكنها تحولت إلى أشبه بمؤتمر صحفي امتد إلى ما يقرب من صلاة الجمعة، الدكتور كان مرتباً وواعياً لكل الأسئلة التى وردت إليه، لم يتحسس ولم يطلب أن يحذف هذا السؤال أو ذاك، فكانت إجاباته عبارة عن برنامج عمل للمرحلة القادمة التى تنتظره فى موقعه، ولذلك لم يستعص عليه سؤال في الفهم أو الإجابة، لأن معظمها كانت متعلقة بما سيفعله في المرحلة القادمة، خاصة وأن بناء الحزب يحتاج إلى التروي وطول البال مع المتفلتين من أعضاء الحزب، فقال إن كل شيء مقدور عليه، وأن حزب المؤتمر الوطني يعد من الأحزاب الرائدة، ولا يُخشى عليه من أي شيء، فالمرحلة القادمة لبناء الحزب وليس صعباً على حزب تمرس وتمرس أعضاؤه فترة طويلة على العمل السياسي، وقال إن وجهات النظر بين أعضاء الحزب ليس بالضرورة أن تكون واحدة، ولكن من الممكن أن يأتي رأى من شخص صغير لم تنتبه له، والعمل السياسى مبني على الوضوح وسنة الحياة التغيير، ولو خير الإنسان في المناصب لما وافق عليها، وهذا يدل على أن الرجل يمشى بأقدار الله ولم يطلب المنصب لذاته، وقال إن الاهتمام بمعاش الناس من الأولويات، وأن الأوضاع الاقتصادية فى حاجة إلى حل، ولا بد من دعم الفقراء وأصحاب الدخل المحدود، ونادى بزيادة الإنتاج والإنتاجية لحل المشكلة الاقتصادية، وقال لابد أن تساهم الولايات فى حل المشكلة الاقتصادية، لأن الحل لن يكون من الخرطوم.
دكتور فيصل كان يتحدث باريحية مما يدل على أنه هاضم لموقعه، وبدأ بالفعل التحرك مع القيادات، وزار العديد منها خلال اليومين الماضيين، بالإضافة إلى القواعد، وستشمل زياراته بقية الأحزاب الأخرى، وحتى الممانعين من الحركات الأخرى، وقال إن المؤتمر الوطني سيعقد في أكتوبر القادم مؤتمره للبناء الحزبي، وقال نحن مطمئنين لقواعدنا باعتبارها من القواعد الواعية لما تقوم به قبل انتخابات 2020، الدكتور فيصل لم يتلكأ فى الإجابة عن التعديل الوزاري الذي ستقوم به الحكومة في الأيام القادمة فأكد ذلك، وقال إن التعديل قد اقترب وقته بعد التشاور مع النائب الأول لرئيس الجمهورية رئيس مجلس الوزراء، بالإضافة للتشاور مع الأحزاب المشاركة فى حكومة الوفاق الوطني، وقال إن المؤتمر الوطني لم يملِ على حزب أن يغير في وزرائه، ولكن من المفترض أن تراجع الأحزاب منسوبيها المشاركين فى الحكومة، وكل من يكون أداؤه متسماً بالضعف من المفترض أن يجري تغييره، لأنه يمثل الحكومة مجتمعة وليس المؤتمر الوطني، وقال إن ما أُنجز في جمع السلاح وحده بولايات دارفور، وما حققه من أمن واستقرار للمواطنين يكفى ما أنجزه الحوار الوطني، وقال لابد أن نسير بقوة في لجنة الدستور ولا بد من النزول إلى المواطنين، لأن الدستور كمبادئ وقيم موجودة فى الوثيقة، ولكن لا بد أن تتنزل إلى المواطنين لأن الدستور هو حق للشعب، وإذا ما حدث انقلاب لا بد أن يحميه الشعب بالدستور الذي كتبه.
الدكتور فيصل له فهم ممتاز في الشباب، وقال ليس بالضرورة أن يكون الشباب مسيساً، فهناك من الأعمال التى يمكن أن ينجزونها وهم ليس لهم علاقة بالعمل السياسي، وقال إن الذين دخلوا المجال السياسى والاستوزار أضروا بأنفسهم قبل أن يتدرجوا التدرج الطبيعي، الدكتور فيصل قادم بفهم جديد ورؤية شخصية لا أحد يستطيع أن يملي عليه ماذا يعمل أو كيف يعمل، فقد خبرته المواقع المختلفة، وهنا أعني السيد المساعد الذين يلتفون حول المسؤول ويحاولون أن يضعوه في الصندوق.