موظف مركب مكنة وزير!!
الخدمة المدنية أدخلت فى قلوب الكثيرين الخوف والرعب، وأحيانا ربما يتمادى الشخص في الخطأ، إذا كان العمل ليس من اختصاصه، وأحياناً يُقال أن هذا الشخص إذا لم يقولو له أعمل كذا لن يعمل، ولكن هناك بعض الأشخاص الذين استفادوا من الخدمة المدنية، وبدأوا يعملون ولو لم يقل لهم أحد أعملوا، استفادوا من قوة شخصيتهم، وظلوا يعملون من أجل تحسين بيئة العمل، ولكن دون أن يعتدوا على حقوق الآخرين.
تعرفت على الأستاذ محمد أحمد صديق وهذا اسمه الرسمي فى بداية العام 2000 تقريباً، ووقتها جاء إلى وزارة الطاقة مديراً للإعلام خلفاً للأستاذ محجوب عكر، لم يكن شخصاً عادياً، كان حيوياً ويقوم بمهام كثيرة فوق طاقته، ووقتها بدأت الوزارة فتح (نص ضلفة للإعلام) وكنا ثلاثة صحفيين والبترول في بداياته تقريباً، كان الأستاذ محمد صديق مرتباً في عمله وحازماً للدرجة التي أخافت الكثيرين منه، ليس لأنه متسلط، ولكن لأنه لا يؤجل عمل اليوم إلى الغد، وكان إدارياً من الدرجة الأولى، فأي عمل لابد أن يُنجز بالسرعة المطلوبة، الدكتور عوض الجاز وزير الطاقة وقتها كان يعتمد عليه كلياً، فقد أحدث في الوزارة حراكاً غير مسبوق، وتفاعل مع الأجهزة الإعلامية بصورة أدهشت حتى الوزير نفسه، كان يرتب لزيارة المواقع النفطية مع الوزير، ومن ثمَّ يتصل بالإعلام الذي يرافق السيد الوزير جعل الوزارة أكثر ظهوراً في الأجهزة الإعلامية، وأحدث فيها نقلة كبيرة، ربما الذي يقوم به لا يقوم به الوكيل أو نائبه، ولم يكتف بعمله الإعلامي حتى المظهر الداخلي والخارجي للوزارة كان له دور فيه، وجعل من شخصية الدكتور عوض الجاز شخصية حاسمة ومهابة، ليس لأن الدكتور مخيف أو غير ذلك، ولكن منحه الوضع الذي ينبغي أن يكون عليه السيد الوزير، حتى المقابلات كان له ضلع فيها، ولذلك كان البعض يعتقد أنه (مركب مكنة وزير)، ولكن العكس، لأنه كان شعلة من النشاط وقدم الكثير الذي عجز أن يقدمه الآخرون، فظن البعض أنه (مركب مكنة وزير) ولكنه كان إنساناً بمعنى الكلمة، يحافظ على حقوق الآخرين، ويقدم دون من أو أذى، لا يهاب أحداً لأنه كان يعمل للمصلحة العامة، كانت الوزارة تسير كالساعة ولكن السيد الوزير لم يحفظ للأخ محمد صديق كل الذي قام به، ولا نقول كجزاء سنمار، ولكن لم نعرف الأسباب التي غيبته فى محطات عوض الجاز التي تنقل فيها، ولم يخسر الأستاذ محمد صديق فقد كسبته الآن وزارة النقل والطرق والجسور، فالباشمهندس مكاوي الذي كان يتعامل مع الإعلام بحذر، الآن يتعامل معه بكل أريحية، وهنا أذكر حينما كنا نغطي أخبار وزارة الطاقة، كان الباشمهندس يجدنا في كل الفعليات التي تقام في الوزارة، حتى عندما يسافر الوزير كنا ضمن المرافقين له، وكان يتعامل معنا بحذر إلى أن أفصح في يوم من الأيام قائلا لنا: (من أنتم .. ولماذا في كل محل ألقاكم)؟ قلنا ليه نحن صحفيين والوزير لايعمل شيء إلا ونحن معه، ومنذ ذاك الوقت كسر الباشمهندس حاجز الخوف من الإعلام، ويرجع الفضل في ذلك للأستاذ محمد صديق، والآن يقوم بعمل كبير حوَّل وزارة النقل إلى تحفة وشعلة ظلت حاضرة في الأجهزة الإعلامية بفضل وجود الأستاذ محمد صديق، فوزارة النقل لمن لم يعرفونها الآن هي ضمن وزارات بمبنى مجلس الوزراء القديم بشارع المك نمر، ومن شاهد المبنى فى فترة سابقة، ثم شاهده الآن، يتمنى أن يكون في كل وزارة شخصاً يشبه محمد صديق، فهنيئاً للباشمهندس مكاوي به.