ربع مقال

اقتصادنا وغياب المراكز والجامعات..!!

في بلد تعصف باقتصاده الآن الأعاصير، كان ينتظر أن تنهض فيه المراكز العلمية والمتخصصة من جامعات ومعاهد وأجسام راصدة ومحللة للقيام بدورها في تقديم الشروحات وإدارة الحوارات العلمية الجادة الهادفة لمناقشة الشأن الاقتصادي العام للدولة بغية تلاقي الأفكار وتقاربها، بل وتصادمها وتنافرها حيناً وأحياناً أخرى من أجل الوقوف على حالة أو قضية تهم الوطن ومجتمعه مع ما يواجهه من مواقف وأزمات، فهذه المراكز هي منارات العلم التي تهدي ويهتدى بها. ومن المؤسف بحق أن تغيب المراكز المتخصصة وتغلق جامعاتنا بعراقتها أبواب مدرجاتها على طلابها دون أن تنفتح بدورها العلمي على مجتمعاتها سواءً أكانت في مركز البلاد أو ولاياتها، فمن المفيد جداً للمجتمع أن تقوده العقول والأدمغة الواعية والمتسلحة بعلمها ومعرفتها في تصاهر واندماج وتعاون مع العقول الخبيرة وصاحبة التجربة العملية.
لماذا هذا الغياب ونحن من أنشأنا أول مراكز وجامعات المنطقتين العربية والأفريقية؟ متي سنلحق بركب المجتمعات المتقدمة التي تتدافع فيها الأفكار وتصطرع بأصحابها ليستبين الحال وتخرج الحلول ويستمع من كان على السلطة للآخرين ويهتدي ببعض أفكارهم، بدلاً عن احتكار الأفكار لدى حفنة من الفاشلين التائهين؟

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية