متمسكون بالأمل!!
تراجع الدولار خلال اليومين الماضيين عن عرشه العالي وتخلى عن بعض من كبريائه وهو يسجل انخفاضاً انعكس على السعر التأشيري له، أو (السعر التأثيري)، لما له من تأثير مباشر على الحراك الاقتصادي. وهذا التراجع الملحوظ أكد أن هناك أجهزة في الدولة تتحرك بشكل فاعل أدى إلى كبح جماح (الأخدر أبو صلعة) لكن كمان بالضرورة أن نقول إن هذا الانخفاض لا يريده المواطن مجرد مانشيتات يطالعها صباح مساء على صدر الصحف دون أن يتلمسها واقعاً معاشاً ومحسوساً على مستوى حياته اليومية ومعاشه الذي يشكل تفاصيل معاناته، وهي معاناة حقيقية وموجعة تلمستها القيادة السياسية في الوقت المناسب وقامت ببعض التدخلات الجراحية العاجلة التي أوقفت تمدد المرض الذي كاد أن يزهق روح هذا البلد الممكون وصابر.
وخلوني أقول أيضاً إن الشارع السوداني ينتظر حقيقة جملة من التغييرات الجذرية العاصفة على مستوى المناصب، وعلى مستوى الإمبراطوريات الأخطبوطية التي كونت ثروات على قفا الشعب السوداني، وهذه لا تحتاج إلا لإرادة حقيقية لا يخالجني أدنى شك أن الرئيس “البشير” قادر على أن يفعلها وينحاز لجموع الغبش والغلابى الذين هم وحدهم سنده وحصنه، وهم الذين عاهدوه وتواثقوا واتفقوا عليه فتخطى بهم ومعهم الكثير من المنحنيات والمنعطفات الخطيرة.. وجميعها كان يمكن أن (تودي بلدنا في الدرب البودي وما بجيب).. لذلك ينتظر الشارع أن تتنزل التطورات الجزئية الإيجابية الأخيرة إلى واقع ملموس.. واقع يحرض على الإنتاج والعمل، يحرض على الانفتاح استثماراً، ويحرض على مزيد من التغييرات الإيجابية.. وذات المنطق الذي أعاد للواجهة الدكتور “عوض الجاز” ثقة في تمامه لأي ملف يوكل له وأعاد الفريق “صلاح قوش” اقتناعاً بحزمه وحسمه وكاريزماه وهي صفات ومعانٍ تحتاجها المرحلة، بذات المنطق أرجو وأتمنى أن يعود للواجهة شيخ “علي” بكل صبره وحكمته وإيمانه بهذا الوطن وقضاياه.
الدايرة أقوله إن بلادنا تشهد تحولاً حقيقياً هذه المرة وهو تحوّل وحراك تشهده أضابير الحكومة والحزب الحاكم، وكلاهما يمارس جلداً على الذات بشكل حقيقي وهو ما يجعلني أستغرب لموقف الأحزاب السودانية المجمدة في متحف الشمع بلا روح ولا حراك ولا مراجعات تشهد للأسف سكوناً وسكوتاً غير محمود ولا مرحب به يجعلها بعيدة عن الشارع السوداني منغلقة على نفسها وأفكارها.. وما عارفة بياتو منطق أو فلسفة تمني نفسها بأصوات الناخبين أو حتى حصد ثقتهم من خلال صناديق الانتخاب، لتظل مجرد معارضة فاشلة في أن تقدم برامجها للمواطن وفاشلة في أن (تظبط) داخلها وترتبه أسوة بالأحزاب المؤثرة أو المعول عليها.
{ كلمة عزيزة
مع تقديري الكبير للأخوة في (الشروق) وعلى رأسهم الرجل الراقي سعادة الفريق “السر” والدكتورة المهذبة “إشراقة” إلا أن القناه لم توفق إطلاقاً في برنامجها الجديد (في الموعد).. والبرنامج محاولة لتقليد فكرة (مساء جديد) بالثنائية التي شكلت طابع البرنامج، و(مساء جديد) نفسه أصبح محتاجاً (نيو لوك) رغم ما يميزه من تنوع في الفقرات، لكن (في الموعد) هذا محاولة للالتفاف على برنامج (رواح) نفسه من غير إضافة حقيقية، إلا أن أسوأ مافي البرنامج أن مقدمتيه الاثنتين تفتقدان للحيوية وسرعة الإيقاع، وعسمتا البرنامج وأصابتاه بصقيع كما صقيع القطب الشمالي.. ومثل هذه البرامج ذات الطابع المنوعاتي تحتاج لمذيع أو مذيعة إيقاعها خفيف ولماحة.. أما مقدمتاه الحاليتان فتشعرانك أنهما داخل فريزر وليس أستوديو بكشافات ساخنة.
{ كلمة أعز
بلادنا هذه فيها بصدق رجال صناديد صدقوا ما عاهدوا الله عليه، منهم رجل راكز وصابر رغم ما أصابه من أذى واتهامات، وأقصد الباشمهندس “عبد الله النيل” الرجل العصامي الذي اتُهم ذات نهار من الذين حاكوا ولفقوا انقلاب “صلاح قوش” يومها أنه الممول له، رغم أن تاريخ الرجل وكسبه ومواقفه تؤكد أنه من المقتنعين والمدافعين عن الرئيس “البشير”، و”البشير” نفسه يعلم ذلك لكن رغم ما تعرض له لم يسعَ إلى أحد ولا أستنجد بأحد بل انكفأ على عمله الخاص، يقف عليه عز الهجيرة بـ(السفنجة) و(الكاب) مقدماً درساً في الصمود والعصامية، لتؤكد الأيام والأحداث من هم الذين باعوا الوطن بحفنة جنيهات ومن هم الذين اشتروه غالياً ووضعوه في حدقات العيون!!