لماذا أفريقيا بالذات؟!!
عدد من رؤساء الدول الأفريقية السابقين، من بينهم الرئيس النيجيري السابق “أبو سانجو” والوزير النيجيري السابق البروف “إبراهيم قمباري” والشيخ “تجان تاجو” وزير الخارجية السنغالي السابق ووزير خارجية الجزائر الأسبق “الأخضر الإبراهيمي” وعدد آخر من الوزراء الأفارقة السابقين، ومديرو المنظمات الأخرى هم ضيوف السودان الذين جاءوا للمشاركة في الملتقى الفكري الأول تحت شعار: “الاستقرار السياسي في أفريقيا التحديات وآفاق المستقبل”، احتضنت الأكاديمية العليا للدراسات الإستراتيجية والأمنية بالخرطوم أمس الجلسة الافتتاحية للملتقى، وقد شهدت عدداً كبيراً من المسؤولين بجهاز الأمن والمخابرات الوطني ومنسوبي أجهزة المخابرات والأمن في أفريقيا، إضافة إلى عدد من المسؤولين والصحفيين والوزراء الذين ضاقت بهم القاعة الأنيقة بالأكاديمية.
الترتيب كان في قمته عدا بعض الهنات المتعلقة بإجلاس الضيوف.
الرئيس النيجيري الأسبق “أبو سانجو” افتتح الكلمات وركز فيها على أن أفريقيا تملك كانت المقومات التي تجعلها من الدول الغنية والمستقرة، فقد حباها المولى بأرض وماء وموارد مختلفة ولكن تحتاج إلى الاستقرار السياسي وهو أحد مقومات نجاحها، فأفريقيا تحتاج إلى ديمقراطية في بلدانها فإذا ما احدثت تلك الديمقراطية بالتأكيد ستنتهي قصة الهيمنة العسكرية الضاربة في جذورها، كلمة “أبو سانجو” كانت قوية ووجدت تجاوباً من المؤتمرين والمتابعين لقضايا أفريقيا، ومن ثم تحدث الفريق أول أمن مهندس “محمد عطا المولى عباس” رئيس جهاز الأمن والمخابرات الوطني، وانصب حديثه عن أمن واستقرار القارة الأفريقية بجانب الاستقرار السياسي الذي يعد اهم ركيزة في أحداث التنمية والاستقرار في القارة، فأجهزة الأمن والمخابرات في القارة هي المعنية بالاستقرار خاصة وإن أفريقيا أصبحت عُرضة للابتزاز من العصابات وحملة السلاح، أفسد كلمة السيد الفريق التشويش الصوتي من الميكرفون الذي لم يعرف سبب الزنة التي حدثت مع بداية كلمة السيد الفريق، ولكن يبدو أن بعض المايكات هي السبب وقد عالجها أحد الطاقم الإعلامي المشارك ولكنها كانت كلمة رصينة وبليغة تناسبت وعظمة الاحتفال.
الفريق أول ركن النائب الأول لرئيس الجمهورية، رئيس الوزراء القومي “بكري حسن صالح” كانت كلمته خاتمة للجلسة الافتتاحية للملتقى، وقد كتبت الكلمة بعناية فائقة وحملت عبارات رصينة تجسدت فيها روح مفردات اللغة الأنيقة، وأمَّن على أن الحوار هو المخرج للقارة من أزماتها ومشاكلها، وضرب مثلا بالحوار الوطني السوداني الذي استمر لثلاث سنوات، وأخيراً اعتبر هو السبيل إلى الاستقرار، فمشاكل القارة لا تحل إلا بالحوار الوطني، فأي دولة من دول القارة إذا ما جلست مع أبناء الوطن وحددوا القضايا التي يمكن أن تخرجهم من تلك الأزمات، فإننا سوف نشهد خلال فترة وجيزة أن أفريقيا التي تعد رجل أفريقيا المريض، سوف تنهض من نومها العميق بفضل التجانس بين أبنائها، فأفريقيا لا تقل مكانة أو إمكانيات من دول العالم الناهضة الآن فلا ندري لماذا أفريقيا تعيش في حالة بؤس واضطراب سياسي وأمني باستمرار، لماذا القبضة دائماً على شعوبها بواسطة الآلة الحربية والقادة العسكريين؟ لماذا لا تجرب أفريقيا حكم نفسها بنفسها بعيداً عن الأنظمة العسكرية أو الشمولية؟ إن مؤتمر السيسا الرابع عشر المنعقد بالسودان حاليا لابد من توصيات تدفع بتغيير أنظمة الحكم القديمة في القارة، إلى أنظمة تجعل الأمن والاستقرار يسودها عن طريق الديمقراطية حتى تقضي على عملية الإرهاب والجريمة المنظمة وهيمنة القبيلة، فنأمل عند انعقاد المؤتمر الخامس عشر أن كان في السودان أو أي دولة أفريقية أخرى قد وجدت التوصيات التي خرج بها هذا المؤتمر طريقها إلى التنفيذ.