هل ينجح الملتقى الفكري الأول لأجهزة الأمن والمخابرات بأفريقيا في إصلاح ما أفسده السياسيون؟
ما بين تحديات وآمال السيسا بالخرطوم
الخرطوم – وليد النور
استضافت الخرطوم أمس (الأربعاء)، بالأكاديمية العليا للدراسات الإستراتيجية والأمنية بضاحية سوبا بالخرطوم، الملتقى الفكري الأول لأجهزة الأمن والمخابرات الأفريقية تحت شعار: (الاستقرار السياسي في أفريقيا التحديات وآفاق المستقبل)، ويعتبر الملتقى المرة الأولى التي تناقش فيه الأجهزة الأمنية القضايا السياسية في أفريقيا، وأجمع الخبراء على أن الحروب الأهلية وانتشار السلاح والنزاعات الداخلية داخل القارة، أفرزت واقعاً شديد البؤس جعل بعض المناطق مرتعاً للجماعات الإرهابية والمتطرفة، والسودان بموقعه الجغرافي والسياسي ظل فاعلاً في المنطقة. وداخل البيت الأفريقي يولي هذه القضايا الحيوية اهتماماً خاصاً، فقد استضافت الخرطوم ورش ومؤتمرات (السيسا) عدة مرات طرحت فيها قضايا الأمن والإرهاب والقضايا الأمنية المسلحة.
وشهد مقر الأكاديمية منذ الثامنة صباحاً حركة دءوبة بمشاركة رموز السياسة والأمن، تقدمهم الأمين العام للمؤتمر الشعبي الدكتور “علي الحاج محمد” ووزير الخارجية السابق الدكتور “منصور خالد” وبحضور النائب الأول لرئيس الجمهورية رئيس مجلس الوزراء القومي، الفريق أول ركن “بكري حسن صالح”، ومدير جهاز الأمن والمخابرات الوطني، الفريق أول أمن “محمد عطا المولى عباس”، والرئيس النيجيري السابق “أولسون أوبسانجو” و”الأخضر الإبراهيمي” وزير الخارجية الجزائري، بجانب عدد كبير من الخبراء والأكاديميين، واتفق المتحدثون على أن الأمن يمثل ركيزة أساسية في التنمية الاقتصادية والسياسية للقارة الأفريقية، التي تزخر بموارد طبيعية وخبرات.
وأكد النائب الأول لرئيس الجمهورية، رئيس مجلس الوزراء القومي، الفريق أول ركن “بكري حسن صالح”، أن القارة الأفريقية قادرة بعزم قادتها على مواجهة تحديات الاستقرار السياسي والأمني، مشيراً لأهميتهما في تحريك التنمية وتثبيت ركائز الاقتصاد والنهوض التكنولوجي. وقال النائب الأول إن الملتقى فرصة للتفاكر حول الاستقرار السياسي والمجتمعي في ظل التحولات المتسارعة التي يشهدها العالم والقارة الأفريقية، مشيراً “بكري” إلى جسامة التحديات التي تواجه القارة، في ظل الصراعات السياسية التي ادت لظهور الحركات المتمردة والظواهر السالبة، داعياً إلى ضرورة الاستفادة من نموذج الحوار الوطني السوداني في انهاء الصراعات، مشيراً في هذا الصدد لأهمية دور الإدارات الأهلية والقيادات المجتمعية في دعم الأمن والاستقرار السياسي.
إلى ذلك أكد مدير جهاز الأمن والمخابرات الوطني، “محمد عطا المولى عباس” أن الاستقرار السياسي هو الجسر الذي ستعبر به القارة الأفريقية لبر الأمان، مشيراً إلى أن أفريقيا ظلت تعاني من التهديدات والتحديات السياسية والأمنية التي عاقت تحقيق الاستقرار السياسي والأمني. وأوضح أن الملتقى الفكري الأول نتاج لدراسات وأفكار الأمن السوداني، في سبيل جهوده لدعم أنشطة لجنة الأمن والمخابرات الأفريقية “السيسا”، بالاستفادة من خبرات الزعماء والحكماء والوزراء والمفكرين والخبراء الأفارقة، مؤكداً أن الملتقى سيكون في مستوى الحدث الموضوع دعماً للاستقرار السياسي والأمني في أفريقيا. وأشار “عطا” لأهمية مناقشة التحديات لتعزيز ودفع مسيرة الاستقرار السياسي في أفريقيا، وأضاف: “نثمن دور الرئيس النيجيري السابق في دعم الاستقرار في أفريقيا ودوره في تأسيس الاتحاد الأفريقي والسيسا.
فيما قال الرئيس النيجيري السابق “الوسونج اوباسانجو”، إن الاستقرار السياسي والأمني وجهان لعُملة واحدة، مشيراً إلى أن انعدام الاستقرار السياسي ادى لانفراط عقد الأمن وتسبب في النزاعات والحروب في العديد من الدول الأفريقية. ووصف الملتقى بالفريد من نوعه، لكونه جمع الزعماء والمفكرين والخبراء لوضع إستراتيجية لدعم قادة الأجهزة الأمنية في القارة الأفريقية لمواجهة التحديات ودعم الاستقرار السياسي في القارة.
وأشاد “أوباسانجو” بالملتقى الفكري الأول، وأعرب عن أمله في أن يسهم الملتقى مراكز اتخاذ القرار الأمنيين والسياسيين في تحقيق الاستقرار السياسي والأمني والدفع بالوحدة الأفريقية والتنمية الاقتصادية فيها للأمام، مشيراً إلى أن أفريقيا مليئة بالثروات والمعادن التي تجعلها قارة رائدة.
من جهتها قالت البروفيسور “تانديكا نكواني” مستشارة الرئيس التنفيذي لـ الـ NEPAD إن الاتحاد الأفريقي حدد العام 2020 للحد من الصراعات في أفريقيا وإن إمكانية تحقيق ذلك يعتمد على الدول الأفريقية وهي مسألة إرادة سياسية وتعاون بين هذه الدول.
مشيرة إلى أن السودان محل ثقة لدول القارة الأفريقية، ولذلك نجد هذا المؤتمر أضيف له اليوم ملتقى فكري هذه هي الإضافة الحقيقية التي لم تحدث من قبل وأضافت أن منظمة النيباد ننظر لمسألة التكامل الأفريقي أن تكون سابقة للتنمية كما حدث في الاتحاد الأروبي تم التكامل ثم انطلقت مشاريع التنمية
وعندما تتكامل الدول ستحافظ مع بعضها على السلام.
وفي رأيي أن الدول الأفريقية في حاجة لاحتذاء مسار السودان في الحوار الوطني وكل قطر أفريقي يحتاج إلى حوار لأن كل بلد فيه نزاعات وصراعات لذلك يحتاجوا لاحتذاء السودان في تجربة الحوار إلى ذلك قال الخبير في القانون الدولي “ديس كمبابي” إن النظام العالمي يعطي كل مجتمع صياغة المنظومة الاجتماعية التي تختلف من المجتمع الأفريقي، وأضاف أنه كباحث في الشؤون الأفريقية يعي التفاصيل المكونة للمجتمع الأفريقي مثلا أنت إذا حضرت إلى أفريقيا تأتي بعقلك الأفريقي ولا تستلب ثقافة الآخر وأنت أفريقي لا تستلب النظام الاجتماعي عكس أوروبا أن يكون في ديمقراطية حقيقية إذا قرر القادة أمراً في اجتماع يكون تنفيذ القرار المعين، وعندما يأتوا في الغد يأتوا برأي مغاير.