معقول يا سيد المعتمد !!
معتمد أمبدة “عبد اللطيف فضيلي” طالب برفع قيمة تحصيل النفايات من المواطنين إلى مائة وعشرين جنيهاً، السيد المعتمد كأنه عايش في برج عاجي ولا يدري بحال المواطنين الذين أنهكتهم الجبايات والأسعار المتصاعدة يومياً دون رقيب أو حسيب، كمان جاي تفرض عليهم مبالغ إضافية على النفايات التي لا يرى المواطنون عرباتها شهوراً رغم التحصيل الشهري منهم. إن محليات الولاية جميعها لو دفع المواطن أكثر من المبلغ الذي طالب به معتمد أمبدة لن تنظف، فالمشكلة ليست في الأتوات التي تأخذ من المواطنين، ولكن المشكلة في عدم الرقابة على عربات النفايات التي تدخل الأحياء وتمرق دون أن تأخذ النفايات، فسائقو عربات النفايات والعاملين لا يقومون بواجبهم ولا إتقان عملهم، فكل واحد يدعى أنه يعمل، ولكن عمل ناقص. فعربات النفايات تدخل الأحياء لتأخذ ما يليها من غنائم النفايات، وليس حباً في أن يكون وجه المدينة مشرقاً أو جميلاً. فالعاملون في النفايات همهم الأول والأخير كيف يحصلون من تلك النفايات ما يبيعونه، أما بقية النفايات إما أن يتركونها جانباً أو يشتتونها.. فالشوارع معظمها متسخة بالنفايات التي بعثرها العاملون أثناء نقلها لأنهم حينما يأخذونها، يأخذون المفيد، ولذلك يا سعادة المعتمد لو أخذتم زيادة مليون المية على نقلها فلن تنظَّف الولاية ما لم يكن هناك قانون رادع يمنع العاملين في نقل النفايات فرزها أثناء عمليات النقل أو يكون هناك مسؤول من المحلية مع عربات النفايات يراقب عمليات النقل إلى أن تصل إلى المكبات الرئيسة، أما غير ذلك فالحال سيكون في حالة تمت الزيادة أو لم تتم ..فالمحليات يا سعادة المعتمد لم تقم بواجبها في نظافة المدينة وحفر المجاري وتطهيرها، ولذلك ينكشف حالكم في أول مطرة تهطل ولا نستثنى أي محلية بالولاية، فالجميع متساوٍ في السوء رغم أن محلية أمبدة من أغنى المحليات، ولكن لو قارناها بالمحليات الفقيرة نجدها لا تفرق عنها شيئاً.
إن ولاية الخرطوم وجميع محلياتها محتاجة إلى جلسة مع بعض، للنظر في كيفية معالجة الإخفاق الموجود فيها أو السوء الإداري.
حدثني معتمد أم درمان السابق الفريق “أحمد إمام التهامي” أنه عندما سلَّم المحلية ترك عدداً كبيراً من الآليات ..إضافة إلى مبلغ كبير من المال، ولكن أين ذهبت تلك الآليات وتلك الأموال؟ فمحلية أم درمان، لو دخلت السوق فقط عقب أمطار (الخميس) الماضي، تحس بأن الآليات التي ذكرها الفريق “التهامي” لم تتم الاستفادة منها، وكان بأقل عدد يمكن أن يعيد السوق إلى وجهه المشرق، ولم يكن السوق وحده الذي محتاج إلى عملية نقل النفايات، ولكن معظم المناطق في حاجة ماسة جداً إلى عملية الإصلاح. وأذكر في ليلة تلك الأمطار استغرق سير العربات من الشهداء إلى صينية الدومة ما يقارب النصف ساعة، والسبب أن المجاري على طرفي الشارع مغلقة تماماً ومنسوب المياه أعلى من السيارات.. وتعجبت أن منطقة “مكي” مقر سكن البروف “إبراهيم أحمد عمر” والتي ظلت تغمرها المياه في كل موسم أمطار، لم يطلب البروف من السيد المعتمد استخدام آلياته لإصلاح الشارع ليس من أجل البروف، ولكن من أجل إنسان المنطقة، وربما البروف لم يطلب ذلك حتى لا يقال استغل نفوذه لإصلاح منطقته، وقد قالها الرئيس الأسبق “جعفر نميري”، إن منطقة ود نوباوي آخر من ينتفع من ثورة مايو، وهاهي ود نوباوي غارقة في الطرقات المكسَّرة والشوارع الضيقة والمياه المتدفقة، والآن يكررها البروف “إبراهيم” فتظل منطقة “مكي” ود عروسه، تغمرها المياه في كل خريف.