ربع مقال
الجار قبل الدار..!!
خالد حسن لقمان
قال تعالى: (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا). وقال الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام: (ما زالَ يوصيني جبريلُ بالجارِ حتَّى ظنَنتُ أنَّهُ سيورِّثُهُ)، وقد نهى صلوات الله وسلامه عليه عن إيذاء الجار؛ بل جعل إيذاء الجار من الأفعال التي تُعدُّ نقصاً في إيمان المسلم، فقال عليه الصلاة والسلام: (واللَّه لا يؤمِنُ، واللَّه لا يؤمنُ، واللَّه لا يؤمنُ. قيلَ: من يا رسولَ اللَّه؟ قالَ: الَّذي لا يأمنُ جارُه بوائقَه).
وقد مرت السيدة “رابعة العدوية”- رحمها الله- برجل وهو يذكر الجنة وما أعد الله فيها، فقالت له: (يا هذا إلى متى تشتغل بالأغيار عن الواحد الجبار؟ ويحك، عليك بالجار ثم الدار). فقال لها: (اذهبي يا مجنونة). فقالت: (أنا لست بمجنونة وإنما المجنون من لم يفهم ما أقول يا مسكين الجنة سجن من لم يكن الله أنيسه، والنار بستان من كان الله مؤنسه وجليسه، ألا ترى إلى آدم لما كان في الجنة يرتع ويتهنى فلما تعرض للأكل من الشجرة صارت عليه سجناً، وإبراهيم الخليل لما حفظ سره لمولاه قربه واجتباه فلما طرح في النار صارت عليه برداً وسلاماً..؟!).