ما بين تنحي "سلفا كير" وزيارة المسؤول الأمريكي!!
تصدر خبر إقناع الرئيس الجنوب سوداني “سلفا كير” بالتنازل طواعية عن السلطة مؤقتاً، وكالات الأنباء، وأشارت التفاصيل إلى أن الرجل تعرض لضغوط إقليمية ودولية لصالح أرملة الراحل “قرنق”، ماما “ربيكا”، على أن تقود الحكومة التهيئة لانتخابات 2118 .
الخبر أشار إلى أن الرئيس اليوغندي “يوري موسفيني” هو من قاد هذه المبادرة بحيث يتنحى “سلفا كير” لصالح “ربيكا قرنق” مع ضمان السماح له بالترشح في انتخابات 2118.
صحيح أن حالة الإعياء التي أصابت الدولة الوليدة تحس بها العديد من المنظمات الإقليمية والدولية وتشقى بها عدد من دول الجوار وعلى رأسها السودان.
قبل أشهر من الآن، سرى خبر مماثل ليكون السؤال المنطقي.. هل بالفعل يمكن أن يتنحى الرئيس “سلفا كير” من أجل الأمن والاستقرار يعد ضمان فرصته للترشح في الانتخابات القادمة؟
ودون التشكيك في تفاصيل الخبر فإنه ليست هناك إرهاصات تدل على صحته، والجنوب يشهد اليوم تدهوراً أمنياً كبيراً، وكذلك معاناة الجنوبيين لظروف إنسانية بالغة التعقيد، فإن “سلفا كير” لن يتنحى لصالح أي أحد إلا بني جلدته، “سلفا كير” سيمكث في الحكم حتى العام 2118 وسيظل الوضع على ما هو عليه، ولن يكون هناك أي تغيير سواء برغبة الشعب أو المجتمع الدولي، لأن الرجل يريد أن يتمسك بكرسي الحكم حتى آخر نفس في حياته، ومثل هذه الميزات دائماً ما تكون سالبة.
ستظل مثل هذه الأخبار التي تثار من فترة إلى أخرى، ضعيفة السند مهما أوتيت من سلطة.
مسألة ثانية .. نائب قائد القوات الأمريكية بأفريقيا وصل البلاد منذ ثلاثة أيام، التقى وزير الخارجية ووزير الدفاع ورئيس هيئة أركان القوات المسلحة، تزامن هذا الخبر مع آخر وهو رفع الحظر عن أرصدة تخص السفارة السودانية في كوريا، ما تم لم يأتِ مصادفة وإنما هو نتاج للتراجع الأمريكي من قرار الحظر الاقتصادي المفروض علينا منذ عشرين عاماً، وميزة التعاون العسكري هي الأوقع في عملية الانتقال السلس في العلاقات بين الخرطوم وواشنطن، لذلك أجد نفسي متفائلاً بهذه المؤشرات التي تسبق فترة الثلاثة أشهر التي حددها الرئيس الأمريكي “دونالد ترمب” للنظر في قرار رفع العقوبات بصورة نهائية.