ولنا رأي

كادوقلي.. سنوات بعد (الكتمة)

بعد سبع سنوات تقريباً من إعادة انتخابات والي ولاية جنوب كردفان، بين مولانا “أحمد هارون” و”عبد العزيز الحلو” عدت إلى الولاية في زيارة لرئيس الجمهورية، لمهرجان السياحة والاستثمار اذكر عندما كلفنا بالعمل الإعلامي في إعادة الانتخابات لمنصب والي ولاية جنوب كردفان، لم أشعر أن هناك مؤامرة تحاك في الظلام بطلها مرشح الحركة الشعبية “عبد العزيز الحلو” قمنا بعملنا على الوجه الأكمل معي الأستاذ الراحل “أبوبكر وزيري” و”محمد عبد الرحمن” و”أحمد المهدي” فرغنا من عملية التصويت وفي انتظار الفرز وإعلان النتيجة، ولكن المفوضية استدعتنا إلى الخرطوم لم نعرف السبب الأساسي، المهم خرجنا وفي اليوم نفسه وقع الحادث الذي أطلق عليه (الكتمة) وكان الاضطراب الأمني بالولاية سيد الموقف، واكتشف أن هناك محاولة من جانب “عبد العزيز الحلو” والذين يقفون إلى جواره استمرت الأحداث المؤسفة والتي لم يتوقعها أحد، لأن نائب والي ولاية جنوب كردفان “عبد العزيز الحلو” كان أشبه بالتوأم مع مولانا “أحمد هارون” ولكن يبدو أن جهات رأت أنه في حال عدم الفوز يقومون بهذه الاضطرابات وبالفعل فقد “الحلو” المنصب وهرب من الولاية رغم أن أهله كانوا يعولون عليه كثيرا في أمن ونهضة واستقرار الولاية عدت اليوم بعد تلك الفترة ومولانا “هارون” غادرها إلى ولاية شمال كردفان، الذي خلق منها جنة بحماسه وعزيمته، وأما ولاية جنوب كردفان التي يتربع فيها اللواء أمن “عيسى آدم أبكر” فقد استمر في مسيرة “هارون” من خلال التنمية والإعمار وقد خاطب جماهير الولاية بمناسبة مهرجان السياحة والاستثمار الذي؛ شرفه رئيس الجمهورية، بإستاد كادقلي كان شفيق في حديثه وأبدى رغبته التنازل من منصب الوالي إذا رغب “عبد العزيز” في ذلك وهذه قمة الإيثار من رجل الدولة ينظر إلى مصلحة الوطن أكثر من النظر إلى المصلحة الشخصية واللواء “عيسى” تحدث عن الاستقرار الذي تشهده الولاية ومد يده بيضاء للأخوة في الحركات المسلحة بأن يعودوا إلى حضن الولاية وجنوب كردفان، الآن تعيش حالة من الأمن والاستقرار وقد حباها الله بطبيعة خلابة وما إن هبطت طائرة الدندر مطار كادقلي إذا بالأمطار تستقبلنا.
فقد شهدت الولاية أمطاراً ما بين المتوسطة والخفيفة لطفت الجو، وكان والي ولاية جنوب كردفان، اللواء “عيسى” في استقبال ضيوفه ولم ينس مولانا “أحمد هارون” والي الولاية السابق أهله فجاء خصيصا للمشاركة في تلك الفعالية التي يشرفها الرئيس واستقبل معه ضيوفه راسماً لوحة إبداعيه في التفاني من أجل الوطن ومازال “هارون” يحظى بشعبية كبيرة في جنوب كردفان وتلاحظت تلك الشعبية عند ذكر اسمه في الاحتفالية التي أقيمت بإستاد كادقلي السيد الرئيس تحدث عن السلام الذي انتظم ولاية جنوب كردفان وأمن على أن البندقية لم تكن حلا أصلا وطالب الحركات التي ما زالت تحمل السلاح العودة لأحضان الوطن وقال إن الولاية تشهد استقراراً ولكن لابد أن يكتمل بعودة الآخرين، فقال إن ولاية جنوب كردفان لم تستقبله وحدها فقد جاءت الأمطار معهم مما يدل على أن الخير فيها وفير وأن منتصف أغسطس سيشهد موسم التبش والبطيخ وعيش الريف. تفاعلت الجماهير مع خطاب السيد الرئيس الذي جاء عفوياً كعادته ولم يكن من الخطابات الطويلة التي عود الجماهير عليها في مثل هذه المناسبات الفرايحية.
وافتتح السيد الرئيس مبنى جهاز الأمن والمخابرات الوطني، كما افتتح مستشفى كادقلي الذي شيد على أحدث طراز، أهل جنوب كردفان أهل جود وكرم وقدمت نساؤهم أصنافاً متنوعة من الطعام الذي اشتهرن بإجادة صناعته، وهناك أكلات تضع في كده طعام فوق طعام ومحظوظ من يكتشف الكنز في باطنه.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية