هذه أخطر الإشاعات!!
لقد دب الرعب والخوف في أوصال كثير من أبناء الشعب السوداني بسبب الإشاعات التي تنطلق خلال هذه الأيام خاصة إشاعة سرقة الأعضاء أياً كانت تلك الأعضاء، كُلى قرنية وغيرها من الأعضاء باهظة الثمن، والإشاعة صاحبها سرقة الأفراد، خاصة النساء والأطفال وهؤلاء هم عرضة الإشاعة باعتبار المرأة ضعيفة ولن تستطيع مقاومة أولئك الأشخاص في حالة الاعتداء عليها، أو الأطفال قليلي الحيلة والصمت أمام العصابات أن كانت فعلاً حقيقة، لقد راجت الإشاعات وملأت وسائل التواصل بصورة مخيفة جداً حتى كدنا لا نفرق أن كانت فعلاً إشاعة أم حقيقة، ولكن كما يقال فإن الإشاعة أن لم تجد من يقتلها سوف تتمدد وتنتشر بصورة أكبر وهذا الذي يحدث الآن، فالأجهزة الأمنية والشرطية وما تقوم به من دور كبير ومقدر، ولكن لم تتدخل في الحال لإنهاء مثل تلك الإشاعات ..ولذلك نلاحظ أن الإشاعات لم تتوقف في ساعة أو يوم ولكنها تتواصل حتى الشخص الذي أخرجها عندما تعود إليه من أشخاص آخرين يكاد أن يصدقها ..لذا يجب أن تكون الأجهزة سريعة في وقف مثل هذه الإشاعات بتقارير واضحة وسليمة فمثلاً المرأة التي ملأت الدنيا باختطافها ولم يتم العثور عليها لا ندري أن كانت فعلاً تم اختطافها أم أنها قصة مدبرة من جهات تريد أن تخلق نوعاً من الفوضى والبلبلة في البلاد بعد أن عجزت في إسقاط النظام، فالوسيلة الوحيدة التي تساعد في عدم الطمأنينة هذه الإشاعات المنظمة والترويح لها بصورة كبيرة خاصة عندما تكون الإشاعة في عملية خطف أو بيع أعضاء..ولكن إذا سلمنا جدلاً أن هناك جهات تقوم بخطف الأطفال أو النساء بغرض بيع أعضائهم، فكيف تظل تلك الأعضاء سليمة إلى أن يتم زرعها لشخص آخر.. وما هي الأجهزة التي يتم احتفاظ الأعضاء فيها إلى أن يتم نقلها للجهة المستفيدة..إن قتل مثل تلك الإشاعات محتاجة إلى تحرك سريع من الأجهزة الأمنية والشرطية أما بنفيها أو ضرب الجهة التي قامت بالترويج لها أو إلقاء القبض على أولئك أن كانوا فعلاً يتاجرون في الأعضاء البشرية أو إلقاء القبض على مروجي الإشاعات عبر وسائل التواصل المختلفة.
السودان الآن أصبح قبلة لكثير من دول الجوار الأفريقي، ولذلك راجت تجارة البشر في ظل الحدود الواسعة والمفتوحة إلى جانب العائد الكبير منها، ولكن إذا كانت هناك سرقة أعضاء ألم يكن من الأسهل سرقة أعضاء الأشخاص المنتشرين في العراء قبل دخولهم المدن وهو أسهل لهم بدلاً من زعزعة الآمنين ولفت الأنظار إليهم .. أن كانت هنالك سرقة أعضاء فمكانها المستشفيات وليس الأماكن الخالية، وإشاعة السرقات بهذا الخصوص ما هي إلا زعزعة لاستقرار البلاد وخلق نوع من الفوضى وعدم الطمأنينة في النفوس.
ذكرنا أن الأجهزة الأمنية سباقة في كشف الجريمة في ثوانٍ، ولكن أحياناً يكون التحرك بطئ والعقوبات غير رادعة ولذلك نجد الجريمة متمددة ومنتشرة في كل الأماكن، فالسرقات البسيطة لو تم إلقاء القبض على المجرمين وجرت محاكمتهم بسرعة فلن يتجرأ أحد على ارتكاب أي نوع منها، ولكن لأن العقاب أحياناً غير رادع وربما يخرج المجرم من الحراسة أو السجن في دقائق فهذا سيشجعه على تكرارها طالما لم تتم معاقبته في المرة الأولى، فالآن لو الأجهزة الأمنية ألقت القبض على مروجي الإشاعات وقدمتهم إلى محاكمات عادلة وسريعة لا أظن أن أحداً سيتجرأ على تكرارها.