عز الكلام
لماذا الصمت؟
ام وضاح
لم ولن يصيبنا أدنى شك في الدور الكبير الذي تقوم به الشرطة السودانية حفظاً للأمن وصوناً لحقوق المواطنين وممتلكاتهم، وقلت وسأظل أقول إن الشرطة كواحدة من المؤسسات النظامية ظلت ضلعاً ثالثاً لهرم راسخ وقوي، ضلعاه الآخران القوات المسلحة الباسلة وقوات الأمن، وبلادنا بكل المتغيرات والظروف المتداخلة المفروضة عليها من دول الجوار أو اللاجئين الذين يقصدون حدودنا المتسعة المساحات، هي بلاد مواجهة دائماً بتحديات جسام، أحياناً كثيرة هي فوق حجم إمكاناتها، لكنها تتصدى لكل ذلك بقدر عالٍ من المسؤولية والاهتمام، وبالتالي فإن أي محاولة للتشكيك في هذه المؤسسة، مرفوضة ولا ترقى حتى لمجرد الاستماع لها ناهيك عن تصديقها أو مجاراتها، لكن كمان على السادة المسؤولين في وزارة الداخلية وفي إدارة الشرطة وجميعهم محل تقدير واحترام وقناعة بأنهم يجتهدون لمثالية هي غاية صعبة وعسيرة في ظل ظروف كظروف السودان، أقول كمان عليهم أن يدركوا أن الأحداث التي تقع في الشارع العام حتى لو بشكل انفرادي، تتحول إلى مسلسل مكسيكي طويل، كل شخص يتبرع بإضافة ما تجود به قريحته من بهار أو نكهة لزوم الإثارة المقصودة أو غير المقصودة، سيما وأن هناك من يجيدون صناعة الشائعة من العدم، فما بالك بمن يجد تحت الرماد وميض نار، لذلك استغربت جداً للصمت الرسمي حيال حوادث غياب لبعض المواطنين ظلت غامضة ومحيرة وقابلة لأن تنسج حولها قصص وروايات، بل ظلت حديث قروبات الواتساب، ورغم ذلك لم يخرج على الرأي العام مصدر شرطي واحد يتحدث له موضحاً ومطمئناً، لا سيما وأنه بعد حادثة السيدة المفقودة في الكلاكلة، تحول الشارع إلى نقطة الهلع والخوف والتحذيرات من الأهل والآباء لأبنائهم، إن المسألة أخطر مما نظن وإنها ذات صلة مباشرة بتجارة الأعضاء، بل إنه بدأت تنشر صور لشخوص بطونهم مفتوحة وأحشاؤهم منزوعة ورغم ذلك لم تخرج علينا رتبة واحده تضع الأمور في نصابها الصحيح، ولا أدري ما هي الفلسفة في هذا الصمت الذي ليس له مبرر ولا منطق ولا سند، لأن أي لحظة صمت تمارسها الشرطة في هذه المواضيع الحساسة تمنح الطرف الآخر وأقصد مطلقي الإشاعات، مساحات يكسبها في مجتمع فيه الكثير من البسطاء، ليبثوا ما يزعزعون به أمن المجتمع واستقراره.
الدايرة أقوله إنه وكما نشاهد في كل دول العالم وفي حال حدوث جريمة خاصة إذا كانت جريمة مجتمعية، يخرج متحدث رسمي يضع النقاط فوق الحروف ويضع حداً للشائعات والأفلام الهندية التي تؤرق مضاجع الأسر وتقلق منامهم.
}كلمة عزيزة
كل التداعيات التي صاحبت حديث “أحمد بلال” المشاتر وردود الأفعال التي أبداها الرجل محاولاً تبرير كلامه والتنصل منه، تؤكد فجيعتنا في كثير من مسؤولي هذه البلاد الذين فرضتهم على المواطن الغلبان المحاصصات واللوبيهات وحظنا الهباب، لأن أكثرهم لو طرح نفسه للمنصب عبر انتخاب حقيقي من الشارع السوداني، فلن يحصد إلا الرفض، لأنه حتى في حزبه الذي يمثله هو بلا أغلبية ولا شرعية لكنه السودان كل في غير مكانه.
}كلمة أعز
لو كنا دولة ذات سيادة تحترم نفسها وشعبها، لأصدرت الجهات المسؤولة قراراً بقفل مكتب الجزيرة في الخرطوم، على تطاولها باستيضاح رئيس الوزراء، على الأقل لتصحو من غفلتها بأنها قادرة على هز الحكومات دون أن يقرأ مسؤولوها التاريخ والشعب السوداني صنع من قبل ثورتين عظيمتين وكانت الجزيرة في رحم الغيب، فالسيادة والكرامة يا سادة قبل لقمة العيش.