ولنا رأي

الكرة السودانية إلى أين؟

شهدت الرياضة في السودان الفترة الماضية عمليات شد وجذب خاصة فيما يتعلق بالاتحاد العام ومن الأحق برئاسته، هل الفريق “عبد الرحمن سرالختم” أم “معتصم جعفر” المنتهية فترة ولايته للاتحاد، ولكن ظلت الرياضة في السودان في حالة تراجع شديد خاصة البطولة الأفريقية التي لم يصمد فريق واحد فيها حتى نهايتها، لا الهلال ولا المريخ رغم التعصب الشديد لمشجعي الناديين، ولا أدري على أي شيء يتعصبون، هل يتعصبون للخروج المبكر من البطولة والشماتة من بعض؟ أم يتعصبون فرحاً بما حققوه في البطولة والتي أصلاً لم يحققوا شيئاً يفرح فيها، واليوم يؤدي نادي الهلال مباراته أمام نادي فيرو فيارو الموزمبيقي، والتي تعد مباراة لأداء الواجب بالنسبة للهلال الذي فقد التأهل للمرحلة القادمة بعد هزيمته من نده التقليدي المريخ بهدفين مقابل هدف، وهذه الهزيمة جعلت موقفه من التأهل صعباً بعد أن تعادل الفريق الموزمبيقي مع التوانسة ورفع رصيده إلى خمس نقاط، وإذا فاز في مباراته اليوم على الهلال، يضمن التأهل للمرحلة القادمة مع الفريق التونسي، إلا إذا نجح الهلال في هزيمته أو فتح له حسب ما تردده الجماهير لتقفل الطريق أمام المريخ الذي ينتظر نتيجة الهلال حال فوزه على فيارو حتى ولو انهزم نادي المريخ من الفريق التونسي بأي نتيجة.. لذا فإن المكايدات الرياضية بين طرفي القمة السودانية لم تراعِ مصلحة الوطن أو مراعاة مصلحة أي منهما للاستمرار في البطولة، واليوم سيظهر الولاء الرياضي ووقفة جماهير أي من الناديين مع بعضهما البعض خاصة وأن الفريقين يلعبان باسم السودان ونجاح أي منهما هو نجاح للرياضة في السودان، ولكن لو استمر العداء بين الطرفين فإن الرياضة ستخسر الكثير ولن يكون لدينا أي فريق في البطولات العربية أو الأفريقية كما نشاهد الأندية الخارجية مثلاً أهلي زمالك، ونجاح أي منهما في بطولة هو نجاح لمصر وليس للزمالك أو الأهلي، عكس ما هو موجود عندنا نفرح عندما يهزم طرف من أطراف الرياضة في السودان ولا أدري لماذا هذه الكراهية بين جماهير الفريقين ولماذا لا يقفون مع بعضهم البعض طالما يمثلون الرياضة في البلاد، ففي حال وقوف مشجع هلالي مع المريخ في أي مباراة خارجية، يعد ذلك خيانة وكذا الحال بالنسبة للمشجع المريخي في حال وقوفه مع نادي الهلال في مباراته مع الأندية الخارجية، فنحن لم نتربَ وطنياً لا في المدارس ولا في المنازل.. ولذلك ما نشاهده من إفراز في التشجيع ضد بعضنا البعض، يؤكد انعدام التربية الوطنية، فهناك من يذبح الذبائح ويقدم الولائم في حال انهزم فريق سوداني هلال أو مريخ، وستثبت مباراة الهلال اليوم كم هو الولاء بين الناديين، كما ستثبت مباراة المريخ مع الفريق التونسي غداً مدى ولاء الأندية للوطن وليس للنادي، لأن الهلال والمريخ يلعبان باسم الكرة السودانية وأي نجاح لأي منهما هو نجاح للسودان، أما التعصب للنادي الفلاني يؤكد ما رمينا إليه سابقاً بانعدام التربية الوطنية وتقديم الوطن على أي شيء، وإذا أردنا للكرة السودانية أن تتقدم، فلا بد أن نربي جيلاً جديداً يحب الوطن ونعلمه أن نجاح أي فريق هو نجاح للسودان أولاً قبل أن يكون نجاحاً للنادي الفلاني.
عموماً نتمنى أن نشاهد مباراة جيدة بين الهلال والفريق الموزمبيقي، وأن يحرص الهلال على هزيمة الفريق الضيف حتى نضمن تأهل نادي المريخ حتى ولو انهزم من الفريق التونسي.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية