خربشات (الجمعة)
(1)
{في الملعب الوطني بمدينة “سوسة” اليوم يقرر فريق المريخ السوداني مصيره بأقدام لاعبيه بعيداً عن نتيجة مباراة أم درمان بين الهلال وسكة حديد موزمبيق.. وإذا وضع المريخ الثقة في نفسه ولعب بإمكانياته الفنية يستطيع حصد النقاط الثلاث من ملعب “سوسة” المدينة الساحلية الجميلة حسناء تونس الخضراء وثغرها الباسم، ولن يستطيع الفريق التونسي إيقاف الزحف المريخي إذا لعب التقني الفرنسي “غارزيتو” بخطة هجومية منذ بداية المباراة من أجل هدفين، الأول رد الاعتبار لهزيمة ملعب المريخ في الجولة الثانية لدوري المجموعات.. والتي تقبل فيها المريخ الهزيمة في آخر دقائق المباراة.. والهدف الثاني أن ينتزع المريخ بطاقة العبور بعرق جبينه وخدمة ضراعه الأخضر.. دون الحاجة لمساعدة الهلال الذي يلعب في أم درمان وظهره متقرح من كثرة الطعنات التي تلقاها من نده المريخ الذي تخصص في هزيمة الهلال في السنوات الأخيرة.. وتفوق الأحمر على الأزرق الذي كان عاتياً وفارس رهان، ولكنه يعاني الآن من المرض وفقر الدم.. وفقدان الهوية.. ومباراة اليوم في “سوسة” هي اختبار حقيقي لقدرات لاعبي المريخ في تجاوز المحطات الصعبة.. وانتزاع الانتصار عنوة من المنافسين وكسوداني أولاً ورياضي ثانياً.. وهلالابي ثالثاً أتمنى من قلبي صادقاً أن يعبر المريخ لدوري الثمانية على الأقل ليحافظ السودان كبلد على تميزه كدولة متقدمة كروياً في تصنيفات الاتحاد الأفريقي، من واقع سجلات الأندية وليس المنتخبات وبالتالي يحافظ السودان على حصته الحالية بتمثيله بأربعة فرق اثنان منها في الأبطال واثنان في الكونفدرالية.. وإذا كان الهلال في سنوات الخصب والشباب والانتصارات قد ساهم في زيادة عدد الفرق السودانية وذلك على إثر بلوغه المباراة قبل النهائية.. ومشاركته في دوري المجموعات لأكثر من ثلاث سنوات توالياً.. اليوم على المريخ المحافظة على ما حققه الهلال بعبور فريق النجم الساحلي والانضمام إلى الثمانية الكبار في القارة السمراء ليصبح للسودان فريقان في البطولتين.. وترجح كفة هلال شيكان المضي في المنافسة لأبعد من دوري الثمانية، وفي ذات الوقت يملك المريخ حظوظاً في المنافسة على الكأس إذا تجاوز عقبة النجم الساحلي بعرق جبينه أو خدمة الهلال له، ولن ينقص من قدر الهلال شيئاً إذا انتصر على الفريق الموزمبيقي اليوم وانتزع للمريخ تأهلاً من أجل السودان أولاً.. بعيداً عن المناكفات الضيقة وسوء التقدير وبؤس التفكير والشتائم التي يفيض بها جراب إعلام المريخ والسخرية من الهلال.. يظل الأزرق كبيراً رغم المرض والضعف العام الذي يعتري جسده في الوقت الراهن.
(2)
{الفريق “بكري حسن صالح” رئيس وزراء (قومي) في منهجه وإدارة الدولة وسلوكه الشخصي، ولكنه حزبياً ملتزم في صف المؤتمر الوطني وحركياً في التنظيم الإسلامي رغم تدثره بالكاكي.. وعامة الناس معنيون بسلوك “بكري حسن صالح” ومنهجه في إدارة الدولة وعدله بين الرعية.. ولا شأن لهم ببطاقته الحزبية إن كان مؤتمراً وطنياً أو حزب أمة فيدرالي أو اتحادياً ديمقراطياً تضمه عباءة مولانا “الميرغني”.. اختار الفريق “بكري حسن صالح” حكومته الحالية بحذر شديد يكشف طبيعة شخصيته التي تمزج بين الانفتاح على الآخر كضابط مظلات.. وما بين غموض رجل الأمن القابض على الأسرار والمتخفي وراء نظارة سوداء تحجب وجهه عن الآخرين.. بعد واقعة وزير العدل الذي عين تم ثار حوله جدل في وسائط التواصل الاجتماعي، آثر الفريق “بكري” الصبر والتريث والتنقيب في سيرة المرشحين للمنصب من غير حملة البطاقات الحزبية، حيث التزمت الحكومة بتعيين وزير عدل من غير هوية سياسية وبطاقة حزبية.. وأخيراً عثر الفريق “بكري” حسن صالح” على القطعة المفقودة لإكمال تشكيل حكومة الوفاق الوطني، وجاء اختيار الدكتور “إبراهيم جميل” لهذا المنصب الكبير الحساس لثلاثة اعتبارات: أولها تمثيله لمدينة القضارف وشرق السودان الذي عزز المهندس “إبراهيم محمود حامد” من وجود الشرق في السلطة بعد أن حاق به الظلم والتهميش طويلاً، وكاد أن ينضم للمحتجين بالتي هي أخشن لولا اتفاقية الشرق التي كان “إبراهيم محمود” من صناعها ورعاتها. وقد نال الشرق الآن من السلطة ما يستحقه وانضم “إبراهيم جميل” إلى ابن القضارف “ياسر يوسف” في تمثيل ولاية العيش والسمسم والتاريخ والوجود السكاني الكبير.. والاعتبار الثاني أن الوزير “الجميل” من قبيلة الحباب العريقة التي ظلت منسية في التمثيل السياسي والتوزير.. وأخيراً تم إنصافها وثالثاً يعتبر وزير العدل مستقلاً عن الأحزاب وبعيداً جداً من واقع السودان وهو من النخبة المتعلمة التي فرت بجلدها من الوطن وآثرت الخلاص الذاتي على مكابدة وعناء البحث عن الخلاص الجمعي لوطن مثقل بالفشل والجراحات العميقة.. وقد تقلب الوزير “الجميل” في مناصب مرموقة كمستشار للشركات الخليجية ولكن قد تعوزه الخبرة العملية في الحقل العدلي، إذ لم يسبق لوزيرنا الجديد العمل كوكيل نيابة أو قاضي أو حتى محامٍ واقف على قدميه.. وقد تكون هذه ميزة إيجابية وقد لا تكون كذلك.. لكن السؤال ما المطلوب من وزير العدل الجديد؟؟ الإجابة يعلمها الكل ولكن قبل ذلك فليقرأ السيد “الجميل” تاريخ وزارة العدل القريب جداً وأسباب فشل الذين كانوا من قبله وزراء في ذات المقعد ، بدءاً من “شدو” و”سبدرات” و”عبد الله إدريس” و”علي محمد عثمان يسن” و”دوسة” وحتى “تهاني تور الدبة” . وإذا قرأ الرجل سيرة الفشل والنجاح لن يجد صعوبة في تحقيق النجاحات المنتظرة خاصة بعد فصل النيابة عن الوزارة التي أصبحت كالوردة بلا عطر.. وهو يقود وزارة كما قال اللواء “التجاني آدم الطاهر” حينما عين وزيراً للسياحة والفنادق أنا وضعني الرئيس في وزارة إذا قدمت طلباً لتضرب كفاً على خدك لطلب منك أن تأتي غداً حتى تجد شخصاً يصفعك في خدك.. وما أشبه وزارة العدل بوزارة اللواء “التجاني آدم الطاهر” الذي اختفى عن المشهد السياسي ،ولاذ بالصمت والترقب والتحديق في سفينة كان من ركابها وقادتها.. وأصبح اليوم يراقب ترنحها في لجة البحر.. ويضع الكثيرون الآمال على القادمين الجدد لإضافة شيء لسفينة الإنقاذ المبحرة في بحر مالح وهائج جداً.
(3)
{وقعت حكومة ولاية الخرطوم أمس اتفاقاً مع شركة (رد يول) النمساوية للإنشاءات لتنفيذ شبكة تصريف لمدينة بحري بمبلغ (100) مليون دولار بضمان من بنك التنمية الأفريقية.. وينفذ المشروع خلال عامين من أجل تصريف مياه الأمطار من كل أحياء بحري والاستفادة منها في زراعة أراضي شرق النيل!!
{قال والي الخرطوم إن الشركة الصينية التي تنفذ خمسة جسور طائرة بمدينة الخرطوم قد طلبت إجراء تعديلات على مسارات حركة المرور خلال ساعات الليل، حتى تتمكن من إكمال المشروع في نهاية العام الجاري.
{أعلنت وزيرة الرعاية الاجتماعية أن مدينة الأمل للأطفال مجهولي الأبوين تستقبل حالياً ثلاث حالات في الشهر نظراً للصحوة المجتمعية، والأثر البالغ لتطبيق الشريعة الإسلامية والتربية التي أثمرت عن انحسار ظاهرة البغاء والممارسات الجنسية غير الشرعية.
{تلك هي أخبار في مخيلة حالم من سكان الخرطوم أما الأخبار الواقعية فهي تفشي الملاريا بسبب البعوض وتردي صحة البيئة وغرق الخرطوم في (شبر مية) وتهالك الطرق.. والزحام المروري وندرة الرغيف وغلاء أسعار الفراخ.. وتصفيق المجلس التشريعي بحرارة لأفشل حكومة في تاريخ الخرطوم منذ “غردون” وحتى “غندور”!!