مسألة مستعجلة
إنها فريضة يا هؤلاء!!
نجل الدين ادم
تعجبت غاية التعجب وأنا أقرأ أمس في قائمة تكلفة الحج لهذا العام وقد ارتفعت بنسبة جنونية لا تصدق، لم أتخيل أن حجم الزيادة سيبلغ (131%) حسبما أذيع في المؤتمر الصحفي الذي عقدته وزارة الإرشاد يوم أمس، تخيلوا أن كلفة الحج لهذا العام بلغت في متوسطها (40) ألف جنيه، واقتربت من الـ(50) ألف جنيه لحجاج الولايات النائية، مثل غرب دارفور وجنوب دارفور، هذا المبلغ في مقابل (20) ألف جنيه في العام الماضي. سألت نفسي ما الذي استجد حتى تقفز التكلفة إلى هذه الأرقام الفلكية، إنها فريضة يا هؤلاء وليست سياحة تلزم الراغبين فيها دفع الضرائب المتعددة .. لا أعرف كيف أقدمت وزارة الإرشاد على إعلان هذا النبأ المخيب لآمال الكثيرين الذين (نووا) الحج هذا العام، هؤلاء توقعوا أن يكون هناك تخفيض وفي أسوأ الفروض بقاء التكلفة على ما هي عليه، ولكن الوزارة صدمت كل من كان ينوي التقدم للحج هذا العام فكأنما تقول إن الحج سيكون هذا العام لميسوري الحال فقط وبالتالي يسقط متوسط الحال أو الدخل الذين كانوا ينافسون في الظفر بفرصة حج يكملون بها أركان إسلامهم.
والمحير في هذه التكلفة الفلكية أنها لا تعتمد على أي متغير، ونحن نقول لناس وزارة الإرشاد (بس وقعوها لينا) .. كيف بقيمة خدمة ترتفع وسعر الدولار في هبوط، وكلنا يذكر أن حج العام الماضي الذي اقترب سعر صرف الدولار فيه من الـ(20) جنيهاً، كان قبل قرار الرفع الجزئي للعقوبات الأمريكية والتي حدثت قبل نحو ستة أشهر، وانعكس ذلك في خفض سعر صرف العملة تلقائياً لكن الوزارة لم تأبه إلا أن تدهشنا بهذه الأرقام الطاردة. كم حاج نوى الحج هذا العام سينسحب من قائمة الراغبين في التقديم، وددت لو أن الوزارة أقنعت هؤلاء الحاج بهذا الارتفاع حتى يستطيعوا أن يجدوا لها المبرر من ثم يمكن أن يدفعوا.
تأتي هذه المفاجآت غير السارة والوزارة نفسها قد وعدت الحجاج من قبل بأنه كلما تحسن موقف الأوقاف الموجودة في المملكة السعودية سينعكس ذلك في تقليل تكلفة الحج، الآن يبدو الموقف أفضل بكثير والسلطات الحكومية قد استردت عدداً من الأوقاف، لكنها الوعود انقلبت إلى وعود عكسية، زادت الأوقاف وارتفعت تكلفة الحج وليتها ارتفعت ارتفاعاً مقبولاً!
كنت أتمنى لو كان هناك من منطلق لهذه الزيادة أن تنظر الوزارة لحجمها ولا تغامر بإعلانها على الناس قبل أن تعرضها على أجهزة الدولة العليا لتقول كلمتها، ولكن ذلك لم يحدث وآثرت الوزارة على اطلاع الحجاج وحال لسانها يقول ياهو دا السعر !!
أتمنى أن يتدخل مجلس الوزراء ويضع حداً لهذه المغالاة غير المنطقية والله المستعان.