الإنقاذ تتجدد أم غبن؟
منذ أن حلت الإنقاذ في الثلاثين من يونيو 1989 وهي تجدد قياداتها على مستوى القيادة في مجلس قيادة الثورة تحت قيادة العميد آنذاك “عمر البشير”، وظلت القيادات مستمرة حتى صدرت مراسيم كل فترة بإقالة واحد من تلك القيادات، ورغماً عن ذلك الحكومة مستمرة بالأشخاص الذين يحلون محل القيادات العسكرية ومضت المسيرة، وإذا لاحظنا لبعض الشخصيات التي كانت لها شنة ورنة في البداية عندما أقيم مؤتمر الحوار الوطني، والذي دعيّ له العديد من القيادات إن كانت إنقاذية أو من الشخصيات العامة، فالعقيد “محمد الأمين خليفة” كان الكل في الكل وكان من المقربين للسيد الرئيس ومن ثم جاءت فترة أخرى وهي فترة المفاصلة، وذهب “محمد الأمين خليفة” إلى جناح الشعبي، ولكن لم نلمس وقتها أنه مغبون مما حل له سواء بالمفاصلة أم إزاحته من المسرح تماماً، أما بقية القيادات الأخرى التي شاركت في الإنقاذ وأبعدت مثل “صلاح كرار” أو “حسين علي أبوصالح” وغيرهم من القيادات الإنقاذية التي أبعدت عن المسرح تماماً، ولا ندري هل الإنقاذ كانت تصنع في قيادات الإخوان ولكل مرحلة فلسفتها وناسها، أم أن هناك رأياً من القيادة بإزاحة الأشخاص الذين يمكن أن يكونوا خميرة عكننة لها، ولذلك تقدم بعض الأشخاص وتخفي الآخرين، فالناظر للمسرح السياسي منذ بداية الإنقاذ يجد أن هناك فكرة تجديد القيادات، ولذلك الآن الإنقاذ لها الآلاف من القيادات في شتى المجالات، ولكن الذي لم نلحظه في القيادات التي غادرت المسرح قد أصابها الغبن من عمليات الإزاحة من المشهد، عدا البعض الذي تحدث في الصحف منتقداً عملية إهماله أو عدم الاهتمام به أو إسناد موقع تنفيذي له بعد جلوسه في دكة الاحتياطي فترة طويلة من الزمن مثل العميد “يوسف عبدالفتاح” الذي خرج للإعلام يشكو من الإهمال الإنقاذي، أما الصف الأول مثل النائب الأول لرئيس الجمهورية السابق “علي عثمان محمد طه” والدكتور “نافع علي نافع” بعد إبعادهم من المواقع القيادية لم نسمع أن الأستاذ “علي عثمان” اشتكى من ظلم حلّ به وكذا الحال بالنسبة للدكتور “نافع”، فكل شخص ارتضى بالموقع الذي يعمل فيه بدون ضوضاء أو إثارة الغبار على صفحات الجرائد كما نلاحظ الآن من الأحزاب السياسية التي لم ترضَ أن تقف بعيداً عن المسرح السياسي وبدأت المناقرات على الصحف، بل وصل البعض منها إلى مسجل الأحزاب وما زالت المعارك قائمة ولكن بعض الإنقاذيين آثروا الصمت ولو كان هناك غبن بداخلهم فلم يفصحوا به وآخرهم محافظ بنك السودان “عبد الرحمن حسن” الذي وجد نفسه في ساعات خارج المنظومة، ولكن بلع الإقالة ولم يخرج للصحف منتقداً ما جرى له.
الآن المؤتمر الشعبي واحد من قياداته لم يعجبه الموقع الذي أسند إليه في حكومة الوفاق الوطني، لم يعجبه الحال فخرج للصحف منتقداً قياداته، بل طالب بالابتعاد نهائياً عن العمل السياسي، فهل أعضاء المؤتمر الوطني أنبياء، ألم تؤثر فيهم كل تلك التحركات والابتعاد عن المسرح السياسي، أم أن الأمر متفق عليه بين الجميع؟!