(زين) و"الطيب صالح"!!
على ضفة النيل الأزرق وداخل دار النفط لبيت دعوة من الأخ “صالح محمد علي” مدير إدارة الإعلام بالهاتف السيار (زين) وبحضور نائب المدير العام الأستاذ “إبراهيم محمد الحسن”، وعدد كبير من الإعلاميين والأدباء والشعراء السودانيين والعرب المشاركين في جائزة الأديب الراحل “الطيب صالح” رغم سبعة عشر. كان الحضور رائعاً كروعة الأديب الراحل “الطيب صالح” وروعة المكان الذي ازدان بتلك الوجوه النيرة وهي تأتي لتقول للعالم أجمع، إن السودان بلد الأدب والجمال والكمال والمحبة والسلام، جئنا لنشارك هذا الأديب الذي خرج بالسودان إلى العالمية، وعرف العالم أن السودان يمتلك ناصية الأدب والقصة والشعر. في بداية الاحتفالية قدم السفير والشاعر الفذ “خالد فتح الرحمن” كلمة ترحيب بالضيوف المشاركين في الجائزة، ومن التقاليد الجديدة التي أشاهدها لأول مرة في مثل هذه الاحتفالية، التعريف من جانب كل مشارك والبلد الذي جاء منه. وكان التعريف ينم عن أدباء فعلاً وقد أنجبتهم بلدانهم التي جاءوا منها للمفردات التي تحدثوا بها والكلمات الرائعة التي عبروا بها عن عظمة الشعب السوداني، وكيف أثرت روايات الراحل “الطيب صالح” فيهم. لقد حاولت أن أرصد بعض المتحدثين وقد شدتني كلمة إحدى المشاركات من النمسا والتي تتحدث العربية بطريقة سليمة، قالت لقد حاولت أن أنزل السوق لوحدي وكانت عبارات الثناء بائنة في وجوه السودانيين، وكانت كلمات الترحيب بها أكبر ولم يدرِ أحد منهم أنها تتحدث العربية لأن الكل كان يعبر عن كلمة الترحيب بها عبر الإشارة أو بالكلمة الانجليزية، وكما قالت أحسست أنني لم أشعر بأنني أعامل كأجنبية مما يؤكد عظمة شعب السودان ولكنه مظلوم. وقالت عندما أعود إلى بلادي سأحاول تغيير الصورة الذهنية السالبة عنه. أما الدكتور “نوار لاغانم” فاعتبر نفسه سودانياً بالميلاد وليس يمنياً أو بإمكانه أن يكون سودانامي، والدكتور “نزار” له حب وعشق للسودان منذ أن كان طالباً بكلية الطب جامعة الخرطوم في ثمانينيات القرن الماضي، لقد عشق “نزار” السودان وأهله وأدباءه وشعراءه وكتابه ومفكريه ورؤساءه، لقد أقام أرضية واسعة من المعرفة وتربطه علاقة مميزة مع معظم أدباء بلادي. أما الأديبة “رامية إسماعيل” من سوريا فلم تستطع أن تتحدث فسالت الدموع من مآقيها بغزارة، وعجزت أن تعبر بكلمة واحدة ولها العذر لما أصاب بلادها من خراب ودمار جراء الحرب اللعينة. وكان من بين الحضور من الأدباء العرب “سعيد بو دبوس” من المغرب و”عبد العزيز الرفاعي” كبير المذيعين بالإذاعة السعودية، و”فخري صالح” من الأردن فلسطيني الجنسية و”الحسن بكور” من المغرب و”سناء عبد العزيز” من مصر، ولفيف من الأدباء والشعراء السودانيين من بينهم البروفيسور “عبد الله حمدنا الله” والأستاذ “محمد محمد خير” و”شاور” والقاص “إبراهيم إسحق” والأديب “شول دينق” الذي لم يمنعه انفصال الجنوب من الحنين إلى الشمال والمشاركة في كل فعالية متعلقة بالأدب والشعر، وعدد من رؤساء تحرير الصحف من بينهم الأستاذ “محمد الفاتح أحمد” و”النور أحمد النور” و”رحاب طه” و”إمام محمد إمام” والأستاذ “محمد أحمد المطيب” والدكتور “عبد الوهاب السيسي” والعديد من المصورين. وقدم خلال الحفل فلم عن أرض السمر الذي جاء برعاية كاملة من (زين)، ويعد الفلم من الأعمال الراقية التي تعكس عظمة السودان وشعبه، فجاء التصوير قمة في الإبداع واختيار الأماكن التي جرى فيها التصوير والشخصيات السودانية التي تؤكد أننا لم نكتشف وطننا حتى الآن، ولماذا التآمر علينا من القوى الخارجية، فالفلم جدير بعرضه على أوسع نطاق بالداخل والخارج.