خربشات (الجمعة)
لماذا هذا الجحود وتناسي ما قدمه شاب اسمه “الهادي هارون ود الجبل” ظل يزين مكتب الترحيلات الخاص بصور قادة المؤتمر الوطني ورموزه وينفق “الهادي هارون” من ماله الخاص في زيارات المسؤولين لمحلية القوز تبرعاً بسخاء وعطاء بلا حساب، ولكن الرجل اليوم يقبع في سجن كادقلي ليبقى حتى سداد غرامة مالية قدرها فقط عشرة آلاف جنيه.. تخلى عن “ود الجبل” الصديق والرفيق والقريب قبل البعيد، ولم يجد إلا قليلاً من الأصدقاء يجمعون المال من مدخراتهم الشحيحة حتى يخرج من غياهب الجب، ويطلق سراحه من السجن الذي قال عنه “ابن زيدون”:
إن طال في السجن إيداعي
فلا عجب قد يودع
حد الصارم الجفن
ولكن لماذا يتخلى الناس عن بعضهم في ساعة المحنة، هل هم أصدقاء الغفلة.. ولماذا لا يقف المؤتمر الوطني مع المخلصين لفكره والمنفقين عليه في عسرتهم وضيقهم.
(2)
في كل يوم تخرج من أرض دارفور قامة جديدة وقيادة اجتماعية وسياسية وعسكرية.. وإذا كانت شخصيات مثل “موسى هلال” و”محمد حمدان حميدتي” قد تجاوزت شهرتهما الحدود، فإن العميد “النور أحمد آدم” الشهير (بنور القبة) من القادة الذين تصدوا للتمرد بشجاعة وشراسة واستطاعوا هزيمة قوات القائد “كاربينو”، وحرر مع الراحل الشهيد “إبراهيم الشريف” منطقة سورنق بجبل مرة.. وظل القائد “نور القبة” يقاتل في صمت ويساهم في إعادة بناء المجتمع وفق منهج التصالح والتفاني.. تجده في كتم ومستريحة والفاشر.. وكبكابية ولاسريق بني حسين قائد مهاب وفارس مغوار، ولكنه ظل بعيداً عن الأضواء يقدم نفسه ضابطاً قومياً في القوات المسلحة وفارس نزال ساعة الوغى.
(3)
في مباريات دوري أبطال أوروبا التي بدأت مرحلة الـ(16) (الثلاثاء) الماضي تجرع فريق برشلونة هزيمة تاريخية من أثرياء باريس فريق باريس سان جرمان بأربعة أهداف دون رد.. وبدأ برشلونة شبحاً يثير مظهره الرثاء والشفقة، وقد شحب وجه النادي الكاتلوني.. وفقد لاعب الوسط أنيستا بريقه القديم.. وضعفت قدرات بوسكيت في وسط الملعب وخرج لويس سواريز من قمة توهجه إلى مرحلة الذبول.. والإفول.. وغاب المقاتل الأرجنتيني ماسكيرانو في الدفاع وأصبح الدخول لشباك الحارس الألماني سيتجن أسهل من عبور دفاع أي فريق من دول العالم الثالث كروياً.. مات برشلونة بين يدي مهارة الشيطان الإيطالي فراتي.. والعقل الألماني تسكلر.. والهداف الأرغواني كفاني وكتب برشلونة السطر الأول في ورقة الخروج من منافسات أبطال أوروبا مثلما خرج من سباق الليقا الأسبانية ولم يتبقَّ إلا الفوز بكأس ملك أسبانيا.. بخروج برشلونة تفقد البطولة الأوروبية الكثير من عناصر التشويق والإثارة خاصة وأن برشلونة وحده القادر على حرمان الريال من الفوز للعام الثاني على التوالي بالبطولة الأوروبية الكبيرة، مع التقدير للألماني الكبير البايرن الذي حطم مدفعجية لندن حينما هزمهم بخمسة أهداف يوم (الأربعاء) الماضي ووضع الأرسنال خارج المنافسة قبل مباراة العودة مثل برشلونة الذي لا يستطيع هزيمة أثرياء عرب الخليج في واقعة الكامب نو حتى لو بعث شافي من قطر مجدداً وعاد كارلوس بيول من الاعتزال فقد مات برشلونة وغادر المسرح.
(4)
أغلب المستمعين يمنحون آذانهم عافية الاستماع لإذاعة المساء التي تقول عن نفسها إنها تحمل الجمال للدنيا على أشرعة المساء، في ذلك المساء والليل أرخى سدوله على الخرطوم التي تنام مبكراً تسرب صوت عميق جداً يقول:
تمنيتها في شرودي
وعاتبتها في حضوري
وناجيتها في ابتعادي
وعلقتها شارة فوق صدري
وترنيمة عذبة في فؤادي
وما أشتهي غيرها..
إن عطر الزنابق دوخني
والعناوين تسقط يا مدناً من ضياء
إنها خاطرات من ليلى شارع في حي القبة للأديب – “فضيلي جماع” حينما كان يغرد في سماوات الوطن قبل أن تجرفه الغبائن غير المبررة.. والمواقف الهشة لأن يصبح طبالاً في حلقة الحركة الشعبية ،وقد كان “فضيلي جماع” مغرداً في سماء الوطن قريباً من الناس.. لكنه اختار لنفسه مقاماً لا يشبه ذلك الإبداع المنساب رقيقاً في المساء ومن المساء.. وحتى نلتقي (الجمعة) القادمة.