وفي أم درمان كان ختام التواصل!!
حي الموردة يُعد من أحياء أم درمان العريقة وهو من الأحياء التي تتمتع بحس عالٍ في الفن والطرب والغناء والرياضة ولذلك جاء مساء أمس الأول ختام برنامج التواصل الذي يهدف لزيارة رموز المجتمع والذين قدموا عطاءً ثراً في شتى مجالات الحياة والذي نفذته اللجنة العليا تحت رعاية رئيس الجمهورية وإشراف النائب الأول .
كانت أمسية من ذات الأماسي الأمدرمانية تجسدت فيها روح الفن والغناء والشعراء والرياضة كان المحتفى به اللواء (م) والشاعر الأديب والإعلامي الكبير عوض أحمد خليفة أحد رموز أم درمان المعتقين بخصاله السمحة وقفشاته وروح الدعابة التي لم تفارقه.
تقاطر إلى داره منذ التاسعة نفر كريم من الإعلاميين والشعراء والفنانين والأدباء وقدامى العسكريين وتُوج بالوزراء ثم راعى هذا التكريم الذي اختتم عامه الثاني المشير عمر البشير رئيس الجمهورية.
نساء أم درمان كنَّ حاضرات واكتست وجوهن بالفرح وكعادتهن في مثل تلك المواقف النبيلة خرجت الزغاريد تزيد الاحتفال المصغر بهاء وروعة وجمالاً وتشكر في صمت رئيس الجمهورية وكل القائمين على أمر التكريم الذي جاء معبراً لرجل قدم عطاءه الثر في المؤسسة العسكرية ثم إبداعه الشعري الذي سيظل خالداً خلود هذا الوطن عشرة الأيام وصدقيني وخاطرك الغالي وعشرات من الأغاني التي تغنى بها فنانو بلادي كابلي وزيدان وشرحبيل أحمد وعثمان حسين وغيرهم من المبدعين من أهل الفن.
لقد جاء التكريم لهذا الهرم في وقت هو أحوج إلى رفع المعنويات ليحس بتقدير الدولة والناس له
المشهد كان رائعاً والجلسة التي اختار لها منظموها كانت أكثر روعة وجمالاً وتنظيماً وحتى اختيار الضيوف كان طابعاً حرفياً فوالي ولاية الخرطوم الدكتور عبد الرحمن الخضر دائماً حضوراً وفي قلوب الناس وكذلكم معتمد أم درمان الفريق أحمد إمام التهامي وظريف أم درمان كمال آفرو وتبارى المتحدثون الشاعر البروفيسور السر دوليب والفنان عبد القادر سالم تحدثوا حديثاً ينفذ إلى القلب مذكرين الحضور بكلمات المحتفى التي صاغها شعراً عذباً وما زالت في القلب والوجدان.. ومن ثم تحدث الوزير محمد مختار الذي قال إنه لم يجيد لغة الشعر والغناء، ولكنه كشف أنه يحفظ شعر عوض أحمد خليفة وكل الفنانين الذين تغنوا بكلماته الرائعة مما أثار الدهشة، وجاء تعليق أحد الظرفاء من الحاضرين وماذا كنت ستفعل إذا كنت أصلاً مهتماً بالفن والغناء وقال إن برنامج التواصل الذي أكمل عامه الثاني سيتواصل وسيكون سنة طوال العام وقال إن رئاسة الجمهورية رأت أن يكون تكريم المبدعين وهم أحياء حتى يسمعوا بآذانهم ثناء ما قدموه لوطنهم وهم أحياء وليكون حافزاً لهم ولمزيد من الإبداع.
المشير عمر البشير راعي هذا التكريم كعادته منفرج السريرة باسماً.. وعندما قُدم للحديث قال رغم أن الأطباء قد منعوه من الكلام ولكن في حضرة اللواء عوض يجوز الكلام، تحدث حديثاً رائعاً عن شخص اللواء عوض وعن انضباطه العسكري وأسلوبه السلس في قيادة مرؤوسيه واستخدامه الأسلوب المرن حفزاً لهم لمزيد من التفاني في العمل وأرجع الفضل لكل أعمال الشاعر عوض إلى زوجته التي كانت ملهمته في إبداعه الشعري، وعدد رئيس الجمهورية إبداعات حي الموردة العمراب وأحفاد حامد أب عصا والأدارسة.
إن برنامج التواصل الذي سنته رئاسة الجمهورية فيه خير لهذه الأمة وأبنائها الذين تفانوا ولم يبخلوا بما قدموا في كل مجال من مجالات العطاء والإبداع ويبقى وطنا مترابطاً نفاخر به بين الأمم.