ولنا رأي

ألحقوا "تيتاوي"!!

يفني الصحفي أو الإعلامي زهرة شبابه في هذه المهنة وينسى نفسه في بلاط صاحبة الجلالة ليل نهار مع الخبر والتغطيات والمأموريات هنا وهناك،  ولكن ما أن يصاب بمرض أياً كان نوع المرض تجد الكل انفض من حوله، فالدولة التي كانت تطلبه للمؤتمرات الصحفية والتغطيات اليومية وكل ما يزين وجهها تجدها قد انصرفت عنه ولا مسئول واحد يتكرم برفع هاتفه للرد عليه أو السؤال عنه. وها هو زميلنا واستأذنا الجليل “محي الدين تيتاوي” من أوائل خريجي الإعلام  في جامعة أم درمان الإسلامية، أفنى شبابه في هذه المهنة وكان ملء السمع والبصر والفؤاد، قدم كل ما يملك من أجل هذه المهنة. ناصر الحكومة ودافع عنها وعن سياساتها بالحق والباطل، فاكتسب عداوة المعارضين من أجل الحكومة ولكن ماذا جنى “تيتاوي” مقابل هذا الدفاع، الآن طريح الفراش يقاسي الوحدة لا أنيس ولا مسئول يطرق بابه أو يرفع هاتفه للرد عليه أو لماذا يطلبه، كما كان “تيتاوي” يرفع سماعة هاتفه لأي مسئول لإنزال خبر أو تصحيح معلومة نزلت بالخطأ، يصوب ويدبج المقالات ويهاجم الآخرين، الآن “تيتاوي” يعاني من مرض ربما يتعرض لبتر جزء من جسمه وهذا يكلفه الكثير، والكل يعلم أن الصحفي الذي يدافع عن حقوق الآخرين يعجز عن الدفاع عن حقوقه وليس لديه تجارة أو بقالة أو مصنع أو أي عمل آخر أو مال ادخره لنوائب الدهر، فإذا مرض أحدهم إما أن يدافع عنه إخوانه ويبحثون له عن المال الذي يمكنه من إجراء عملية أو مصاريف علاجه، فالدكتور “تيتاوي” واحد من أولئك الصحفيين لم يدخر مالاً لنوائب الدهر وها هو في أمس الحاجة لمد يد المساعدة ليس استجداءً ولكن حق على الجميع، الدولة أولاً والذي تقلد في ظروف صعبة رئاسة تحرير صحيفة (الإنقاذ) في بداية الثورة، وواجه من العنت والمشقة والمؤامرات ولذلك الدولة أولى بالوقوف إلى جانبه في محنته لأنه جزء منها وجاءت ساعة رد الجميل إليه، وهو في هذه الظروف الصعبة من كل النواحي قبل أن يقول الناس أكلوه لحم وجدعوه عظم، وما أكثر الذين أكلوهم لحماً وجدعوهم عظماً. فهل تمتد يد الدولة إلى مساعدته وعرضه على الاختصاصيين داخل الوطن أو خارجه قبل أن يفقد هذا الجزء الهام من جسمه أو تكون حالته كحالة الإعلامي الكبير الذي كان يتخطى في الترقيات سنوياً، وعندما جاءت المنية وقف أحد المسئولين في المقابر وبدأ يتحدث عن خصاله بصورة أبكت الآخرين، وكان أحد الظرفاء يشهد هذا الموقف وقال والله هذا المدير لو كان كتب تلك الخطبة في تقارير أدائه لوصل إلى منصب المدير نفسه. فيا أيها المسؤولون ارحموا إخوانكم ومنسوبيكم وقفوا إلى جانبهم لحظة الحاجة إليكم لأنكم سيكون مصيركم هو نفس المصير، ووقتها لن تجدوا أيضاً من يقف إلى جانبكم فأخوكم “تيتاوي” قدم الكثير للمهنة والوطن فلا تتركوه وحيداً في محنته، فجاءت ساعة تقديم الجميل له فهو لا يمن على أحد ولكن وفاءً لما قدمه ولابد أن يكون جزاء الإحسان بإحسان، فهل يستجيب أصحابه من الدولة الفريق “بكري” و”حسبو” وبروف “إبراهيم أحمد عمر” والدولة بأجمعها وأصحابه من الناشرين وهو جزء منهم، إذ يمتلك صحيفة (الأسبوع) التي أسهمت في تخريج الكثير من الصحفيين.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية