تقارير

المكتب القيادي للوطني يعقد اجتماعه في أمسية اتسمت ببرودة الأجواء وسخونة الساحة السياسية

الرئيس يبحث اليوم (الأربعاء) مع آلية الحوار حكومة الوفاق الوطني
الخرطوم ـــ محمد جمال قندول
لم تمنع برودة الأجواء من أن يتركز الاهتمام على اجتماع المكتب القيادي للمؤتمر الوطني والذي انعقد بمقر الحزب الحاكم بالعمارات، في أمسية اتسمت ببرودة الجو الطبيعي، وسخونة المناخ السياسي، حيث أصبحت  الساحة السياسية عرضة للشائعات والتخمينات، في وقت ينتظر فيه الجميع تشكيل  الحكومة الجديدة  والتي سيتم الإعلان عنها رسمياً  مطلع يناير، وذلك بعد أن أجاز المجلس الوطني، بأغلبية ساحقة، التعديلات الدستورية. وقد انعقد الاجتماع، الذي اكتسب أهمية استثنائية، ليلة أمس الأول (الاثنين)  وانتهى في وقت متأخر. أجندة الاجتماع نفسها،  لم تكن خارج دائرة التخمينات، حيث ذهب البعض إلى أن الاجتماع سوف يناقش أداء حكومة الحزب الحاكم، فيما رأى  البعض الآخر  بأنه مخصص لبدء التشاور حول الحكومة المقبلة، خاصة مع اقتراب أجلها وإجازة التعديلات الدستورية، في سماتها العامة ظهر أمس الأول (الاثنين).
أنظار الجميع
في حوالي الثامنة مساءً هب جمع غفير من قيادات المكتب القيادي إلى مباني المكتب القيادي والذي سيكون- أيضاً – محط أنظار الجميع في اجتماعه المقبل .
عربات لاندكروزر تصطف صفاً واحداً داخل حوش المركز العام، وبلغ  عددها أكثر من (40) عربة وهي السيارات التي أقلت أعضاء المكتب القيادي البالغ عددهم  (45) قيادياً. وترأس  “البشير” الجلسة في الثامنة والنصف على غير العادة، حيث كانت  اجتماعات المكتب القيادي  تبدأ في العاشرة مساء، تزداد برودة الأجواء التي تجعل الكثيرين من سائقي وحرس القيادات التي حضرت يتوارون داخل تلك العربات، ومع برودة الأجواء كانت تزداد سخونة الترقب لمخرجات الاجتماع الذي حظي بزخم غير مسبوق، لكنه لن  يكون الأخير الذي سيحظى بالزخم  نفسه، في ظل هذه الظروف السياسية  السائدة.
 عند الثانية عشر منتصف الليل  كان الرئيس “البشير” أول الخارجين وكان برفقته د.”نافع علي نافع” والذي وقف مع “البشير” لثوان أمام صالة الجلوس VIP والابتسامات تعلو وجه “نافع” ثم لحق بهما  المهندس “إبراهيم محمود”،  ليغادر بعدها الرئيس المقر ويعود “إبراهيم محمود” ليقدم  للصحفيين تنويراً عما انتهى إليه الاجتماع ويقف بالقرب منه “ياسر يوسف”. في الخارج لم تكن هنالك أية علامات دهشة في وجوه القيادات التي حضرت، أمينة القطاع الإعلامي بولاية الخرطوم د.”مها الشيخ”، كانت تتجاذب أطراف الحديث مع نائب رئيس المؤتمر الوطني بالولاية “محمد حاتم سليمان”، و”أميرة الفاضل” ووزير الدولة بمجلس الوزراء “جمال يوسف”، و”عبده داوود” يتجاذبون أطراف الحديث، من الجهة الأخرى. وبالقرب من المسجد  كان يقف “حامد ممتاز” وأمين أمانة الشباب ومعه قيادات  وهم يتهامسون، “عبده داوود” وزير الدولة بالصناعة و”جمال يوسف” وزير الدولة بمجلس الوزراء كانوا آخر المغادرين لدار الحزب، فيما أخذت وزيرة الاتصالات “تهاني عبد الله” بعضاً  من الوقت، وهي تتحدث إلى وزيرة التعليم العالي د. “سمية أبو كشوة”. الاجتماع الذي عقد وانتهى في الثانية عشر من منتصف الليل، يعد حالة نادرة حيث تشهد أغلب الاجتماعات وقتاً كبيراً، وتمتد حتى الساعات الأولى من الصباح.
“البشير” بدا أكثر حيوية وهو يرتدي الجلباب الأبيض وأكثر ثقة، وهو يتحدث إلى “نافع” و”محمود” بالخارج. الثقة باجتياز المرحلة  بتشكيل حكومة وفاق وطني، أبرز الأشياء التي ناقشها الاجتماع  كان تقريراً مفصلاً عن العصيان المدني الذي فشل في التاسع عشر من ديسمبر، حيث تقدم رئيس الجمهورية بالشكر لكل قطاعات الوطني لإفشالهم هذا المخطط،  بجانب تحديد  موعد مقابلة الرئيس للآلية التنسيقية العليا للحوار اليوم (الأربعاء).
توحيد الجبهة الداخلية
وفي تصريحات صحفية أكد  نائب رئيس المؤتمر الوطني المهندس “إبراهيم محمود”،  بأنه لابد من توحيد الوجهة وتصويب البوصلة نحو قضايا الاستقرار والأمن والاقتصاد وتوحيد الجبهة الداخلية،  والتركيز على قضايا السودان الحقيقية والتوافق السياسي ونبذ العنف .
وأشار “محمود” إلى أنه لابد من ضرورة التوجه للبناء والإنتاج، وتجاوز كل العقبات التي تواجه الدولة السودانية خاصة وأن هذا هو أول مؤتمر ينعقد في ظل نتائج الحوار الوطني. وقال إن المؤتمرات القاعدية للمؤتمر الوطني ستبدأ في أول بناء على مستوى الأساس وستكون موسماً لدفع كل عضوية المؤتمر الوطني للبرنامج الوطني، وأنه سوف يتم التركيز فيها على بناء عضوية المؤتمر الوطني فكرياً. وأضاف: (ننتهز هذه الفرصة والسانحة لدعوة كل القوى السياسية سواء اشتركت في الحوار أو شاركتنا في الهم الوطني،  للعمل من أجل الاستقرار). وناقش الاجتماع الحملة التي صاحبت دعوات العصيان الفاشلة، وأشاد الاجتماع بكل القطاعات التي شاركت في تفويت الفرصة على أعداء الاستقرار ودعاة الفوضى في السودان. كما ناقش  الاجتماع الوضع السياسي عامة .
ووجه المكتب القيادي بقوة بتنفيذ مخرجات الحوار والذي سيبدأ بإنشاء آليات الحوار، بعد انتهاء التعديلات الدستورية في البرلمان. وقال إنه سوف ينعقد اجتماع الآلية التنسيقية العليا للحوار الوطني برئاسة رئيس الجمهورية للاتفاق على برنامج المرحلة القادمة، واستمع المكتب القيادي إلى تنوير حول السلام والمفاوضات. وأكد المكتب القيادي تمسكه بالسلام والاستقرار بالسودان رغم ممانعة الآخرين الذين أخرجوا البيانات التي تفيد بأنهم لم يأتوا للسلام. وأضاف أن الحركة الشعبية قد استمرت على ذلك  لأكثر من  ثلاثة عقود متمنياً بأن تعود لرشدها،  ومؤكداً أن الحكومة في الوصول  لسلام حقيقي.
وكشف “محمود” بأنهم لم يبدأوا المشاورات حول تشكيل الحكومة الجديدة ” لأننا ما زلنا في انتظار التعديلات الدستورية، لأنها هي الأساس لإنشاء هذه المؤسسات والمجالس التشريعية).
وأشار إلى أنهم لم يفرغوا من الإطار القانوني لهذه المؤسسات، موضحاً بأنه حال الفراغ من التعديلات الدستورية ستأتي المشاورات حول الحكومة الجديدة وكذلك النقاش حول آليات الدستور الجديد، وستكون هنالك لجنة للدستور ستبدأ النقاش ابتداءً من اليوم (الأربعاء). وأضاف  بأن هنالك برنامج لآلية متابعة مخرجات الحوار الوطني والاتفاق، والتي ستضم عدداً من المشاركين في البرلمان والهيئات التشريعية والدستورية.
ومن المتوقع أن يكون الاجتماع القادم للمكتب القيادي، حاسماً خاصة وأنه سوف ينعقد في الأسبوع الثاني من شهر يناير، أي قبل اختيار الحكومة بأيام قليلة ويتوقع أن يحدد الوطني مرشحيه وتوجهاته في ذلك الاجتماع، الذي ستترقبه الساحة باهتمام، وينظر له المراقبون باعتباره اجتماعاً مصيرياً.
وفي ضوء ما تمخض عنه الاجتماع، ينتظر أن يلتقي رئيس الجمهورية مساء اليوم (الأربعاء) بالآلية التنسيقية العليا للحوار الوطني، وذلك لبحث مشاركة الأحزاب في حكومة الوفاق الوطني بجانب مشاركتها بالمجالس التشريعية.
وبحسب قيادي بالوطني، “فضل حجب اسمه”، تحدث  لــ(المجهر) فإن اللقاء الذي يجمع الرئيس بالآلية سيكون مصيرياً وحاسماً، وسيتبلور خلاله شكل الحكومة المقبلة.  وأشار المصدر إلى أن اجتماع المكتب القيادي الذي سيكون في الأسبوع الثاني من يناير، سيناقش شكل الحكومة، ونصيب المؤتمر الوطني فيها.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية