ربع مقال
الاتحاديون..انهيار حزب الوسط
خالد حسن لقمان
.. أكثر ما ظل يتميز به الحزب الاتحادي الديمقراطي منذ نشأته هو أنه شكَّل بجماهيره تياراً سياسياً وسطياً في فكره وفي نزعته التنظيمية وممارسته السياسية وعلاقاته مع ما يناظره من أجسام تنظيمية أخرى، وعبر هذه الميزة اخترق هذا الحزب المكونات الاجتماعية للمجتمع السوداني على نحو واسع وممتد، حتى أصبحت له عضوية في كل إثنية من إثنياته، بل ويكاد أن يكون قد حقق هذا الاختراق في كل أسرة من أسره، وقد تميزت عضويته بمستوى من الوعي النسبي مقارنة بغيره من الأحزاب السودانية، ولم يبزه في هذا سوى تيار الإسلام السياسي الذي قاده الشيخ الدكتور “حسن الترابي” .. وبالرغم من الازدواجية التي ولد بها في مناطق زعامته، حيث انسدلت من قمته ومن نقطة تقسيمه العليا ما شكله جلباب الزعيم، وحُلَّة السياسي الأفرنجية للأفنديين وأصحاب الياقات البيضاء، إلا أن تعايشاً ما، صمد على مساحة تراضي مقبولة لكل، حتى وهن الآن صمود جلباب الزعامة الطائفية وتقطع نسيجه وانحسر عن جسد قياداته السياسية وعضويته القاعدية، فأصبح هذا الحزب التاريخي يعيش أكثر مراحله ضعفاً وانقساماً.. وأن كان هنالك الآن من يحسب لنفسه ربحاً ما، من هذا، فقد فات عليه إدراك خسارة الساحة السودانية السياسية لحزب الوسط بمرونته واتزانه.