ولنا رأي

هل يبلع وزير الكهرباء قراره؟!

ذكرت صحف الأمس أن زيادة تعريفة الكهرباء قد رفعت إلى رئيس الجمهورية، فيما قالت نفس الصحف إن المكتب القيادي للمؤتمر، في اجتماعه مساء أمس الأول، أجبر وزير الكهرباء “أسامة عبد الله” على التراجع عن زيادة الكهرباء. وقالت الصحف إن المكتب دهش لتلك الزيادة غير المعلنة.
وزير المالية “علي محمود” عندما أصرّ على رفع الدعم عن المحروقات، كان يعلم أن ميزانيته عاجزة ولن ينصلح حالها إلا برفع الدعم عن المحروقات، فقامت الدنيا ولم تقعد، ووزير المالية مصر على رأيه باعتباره الجهة التي تعلم خطورة القرار، وفي حالة عدم التنفيذ يعلم أيضاً خطورة عدم إصدار القرار؛ ولذلك ظل يعمل في صمت يعقد اللقاءات العلنية والسرية؛ حتى أجبر الجهاز التنفيذي برفع الدعم، وبالفعل تم رفع الدعم عن المحروقات، وأعلنت الحكومة تقشفها بتخفيض الحكومة الاتحادية والولائية، وتمت إقالة كل المستشارين، كل ذلك كان بحجة وزير المالية “علي محمود”، ولكن شيخ “أسامة عبد الله”، وزير الكهرباء أصدر القرار في سرية تامة، ويتفاجأ المواطنون بالزيادة عندما يدفعون مبلغاً مالياً، وتكون حصة الكهرباء أقل، فينكشف الأمر.
الشيخ “أسامة” يتمتع بعلاقة قوية جداً مع رئيس الجمهورية، وفي فترة سابقة نشب خلاف بينه ومدير عام الكهرباء الباشمهندس “مكاوي محمد عوض” أبو الكهرباء، ولكن الصراع والخلاف بعد أن كان سراً مكتوماً، ولفترة طويلة، انفجر وبرز على السطح ووقف رئيس الجمهورية مع شيخ “أسامة” وتم إعفاء “مكاوي” من منصبه رغم أنه كان يعلم بكل بواطن الأمور بالكهرباء. فخرج غضبان أسفاً من الوزارة، ولكن وجد مناصرة كبيرة من نقابة العاملين، وأقامت له احتفالاً ضخماً غير مسبوق، ونال عربة برادو ووشح بالذهب من رأسه حتى أخمص قدميه، كما منح شيكاً على بياض وتخلص شيخ “أسامة” من “مكاوي” وبدأ يدير الكهرباء بنفسه باعتباره أيضاً عالماً ببواطن أمورها.
فالآن “أسامة” لا يقل عن وزير المالية “علي محمود” في معرفته بوزارته، فكذلك “أسامة” يدرك تماماً أن زيادة المحروقات أثرت في الكهرباء كثيراً، وهي في حاجة إلى دعم كبير من المال، وهذا لن يتوفر إلا بزيادة الكهرباء على الشرائح الغنية، وليست الضعيفة، لأن الـ(600) كيلو واط لن تبلغها الأسرة الضعيفة. فمتوسط الأسر الصغيرة لن يتجاوز الأربعمائة كيلو واط في الشهر، وهذا يعني أن “أسامة” بنى تلك الزيادة على الشرائح التي تستهلك كهرباء أكثر من (600) كيلو واط، ولكن حتى لو كان شيخ “أسامة” يريد تنفيذ تلك الزيادة، كان من المفترض عرضها أولاً على البرلمان، ومن ثم على المكتب القيادي ليضمن تمريرها بسهولة، ولكن نعلم أن شيخ “أسامة”، بما له من إمكانيات إقناعية يستطيع أن يقنع رئيس الجمهورية بضرورة تلك الزيادة لما لها من المصلحة العامة، مثلها ومثل زيادة المحروقات وسيجلس مع رئيس الجمهورية لساعات طويلة يناقش الموضوع من كل جوانبه وأهميته، وبالتأكيد فإن رئيس الجمهورية سوف يقتنع بوجهة نظر شيخ “أسامة” وسيمرر الزيادة وشيخ “أسامة” لن يبل قراره ولن يشرب مويته إذا اقتنع به رئيس الجمهورية.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية