ولنا رأي

من المسؤول عن الانقسامات داخل حزب الأمة؟!

حمل السيد “مبارك الفاضل” رئيس حزب الأمة الإصلاح والتجديد في حوار أجرته معه (اليوم التالي)، ما حدث في حزب الأمة من تشققات للدكتور “نافع علي نافع” والأستاذ “علي عثمان محمد طه”. وقال لما دخلنا الحكومة دخلنا باتفاق. والجميع يعلم أن مفاوضات سرية وعلنية كان يجريها حزب الأمة مع المؤتمر الوطني بعد عودته من الخارج، وكان أكثر الراغبين في تلك العلاقة مع المؤتمر الوطني السيد “مبارك الفاضل” وقاد المفاوضات، ولما رفضت قيادات كبيرة داخل حزب الأمة المشاركة في السلطة وانصاع الإمام “الصادق المهدي” إلى رأس الأغلبية، خرج السيد “مبارك الفاضل” ووجد دعماً وسنداً لمؤتمره الذي قاده للمشاركة في الحكومة. ولذلك ما قاله “مبارك الفاضل” أو ما حمله لانشقاقات الحزب يرجع لهذين الرجلين لا يسندهما منطق، لأن المفاوضات أصلاً كانت جارية لمشاركة حزب الأمة في الحكومة ومن مصلحة “نافع” والأستاذ “علي عثمان” أن يدعما هذا الخط، ولكن لم يقولا لحزب الأمة انقسم أو تشرذم، فقيادات حزب الأمة هي التي سعت للمشاركة في السلطة.
السيد “مبارك الفاضل” طموح أكثر من اللازم، ولذلك طموحه قاده ليدوس على أي قرار وإلا لما خرج وقام بالانقسام الكبير الذي شهده الحزب وهو واحد من أكبر الانقسامات التي شهدها حزب الأمة، إذا قارناه بالانقسام الذي حدث بين الإمامين “الهادي المهدي” و”الصادق المهدي”، وأصبح هناك جناحان في حزب الأمة آنذاك باسم جناح “الصادق” وجناح “الهادي”.
إن السيد “مبارك الفاضل” يفترض أن يكون أميناً مع نفسه وصادقاً في عملية الانقسام أو الانشقاق الذي حدث، لأن أول من قاد الانقسام كان هو وليس “علي عثمان” ولا الدكتور “نافع”. وأنا هنا لا أدافع عن “علي عثمان” ولا عن دكتور “نافع” ولكن نحن شهدنا تلك الأحداث داخل دار حزب الأمة كصحفيين، وشهدنا كيف ذرفت الدموع في الاجتماع الأخير للمشاركة أو الرفض، شهدنا كيف بكى “بكري عديل” وبعض القيادات على كل من وقف أمامه رافضاً المشاركة في السلطة ودخل الحكومة مساعداً لرئيس الجمهورية ونال ما أراده وحقق طموحه وأحلامه، ولما اختلف مع الحكومة خرج وطالب الآخرين بالخروج، ولما أحس أولئك بطعم السلطة والاستيزار رفضوا الخروج وكونوا حزباً آخر بدلاً من حزب “مبارك الفاضل” باسم حزب الأمة القيادة الجماعية يرأسه الدكتور “الصادق الهادي المهدي” ولم يقتنع البعض برئيس الحزب. وبدأت الخلافات داخله وكون آخرون أحزاباً أخرى مستمدة من حزب الأمة ولكن بأسماء مختلفة، وتواصلت عملية الانقسامات والانشطارات في حزب الأمة، ووقتها لم تكن للدكتور “نافع” ولا الأستاذ “علي عثمان” أية علاقة بتلك الانقسامات المتكررة، فالمشكلة أصبحت في حلاوة السلطة واستفاد حزب المؤتمر الوطني من تلك الانقسامات حتى لا يكون حزباً واحداً فتصعب مصارعته ويستفيد من الأحزاب المنقسمة باسم حزب الأمة في مساندته.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية