(البرلمان).. إعلان الاستقلال وعبقرية المكان
تهيأ بأبهى زينة للاحتفال بالذكرى (60)
الخرطوم – باشاب
يوم 19 ديسمبر لم يكن يوماً عادياً في حياة كل السودانيين، بل كان رائعاً مدهشاً ومشهوداً أشبه بأيام الأعياد الوطنية والاحتفالات القومية، كيف لا وهو اليوم الذي أعلن فيه الاستقلال من داخل البرلمان في العام 1955م.
كان يوماً فارقاً في تاريخ السودان، وفاصلاً في تاريخ الحرية والانعتاق والاستقلال من الاستعمار البغيض.. ونحن اليوم وبمناسبة الذكرى (60) لإعلان الاستقلال من داخل البرلمان نتحدث عن عبقرية المكان الذي انطلق منه الإعلان والتاريخ الذي مهد لبلادنا لتصبح دولة ذات سيادة، حيث تقدم أعضاء مجلس النواب في البرلمان وطالبوا بإعلان استقلال السودان في خطاب تاريخي تلاه نيابة عنهم السيد “عبد الرحمن دبكة” نائب دائرة بقارة نيالا، وكانت كلمة الزعيم “الأزهري” المشهورة التي لم ينتظر فيها رد الحاكم العام على اقتراح إعلان الاستقلال التي قال فيها: (اليوم نعلنها داوية ومن داخل هذا البرلمان أن السودان حر مستقل بكل حدوده الجغرافية).
بعدها أجيز الاقتراح وتم إعلان استقلال السودان من داخل البرلمان بالإجماع، وبعدها أعلن يوم 1/1/1956م موعداً للاحتفال الرسمي بنيل الاستقلال.
{ عبقرية المكان
البرلمان العتيق، المجلس التشريعي أو الجمعية التشريعية التي تقع في قلب الخرطوم في تقاطع شارع الجمهورية مع شارع عبد المنعم محمد (المجلس التشريعي ولاية الخرطوم الآن).. هذا المكان، قبل وبعد الاستقلال، شهد مداولات في عدد من القضايا الوطنية وكان عبارة عن مسرح سياسي اعتلاه عدد من نجوم ورموز السياسة الوطنيين، وكانوا جميعاً يتسابقون ويتنافسون ويتعاركون عراكاً سياسياً وطنياً شفيفاً من أجل الوصول لاتفاق في كل القضايا التي تصب في مصلحة البلاد وخدمة الشعب.
{ “شياكة” وأناقة تقديراً للمبنى
كان جماهير الشعب السوداني دائماً ما يحرصون على الحضور إلى مبنى البرلمان لمتابعة المداولات من على شرفات البرلمان والاستمتاع بخطابات الرئيس الزعيم “الأزهري” وزعيم المعارضة “محمد أحمد المحجوب” وزعيم الأغلبية ” مبارك زروق”، وغيرهم من القيادات الوطنية في ذلك الوقت، وكان البعض يأتي لرؤية السيدين “عبد الرحمن المهدي” و”علي الميرغني”، وكل الزعامات الوطنية من قادة الأحزاب السودانية كانوا يقدرون مبنى البرلمان ويحترمونه، لذلك دائماً ما يأتون إليه وهم في “شياكة” وأناقة كاملة.
{ الاحتفال السنوي
البرلمان السوداني العتيق ظل في كل عام يهيئ زينته بالأنوار والبالونات والأعلام استعداداً للاحتفال بهذه المناسبة العظيمة، ومنذ أول أمس (الخميس) علت الأعلام مبنى البرلمان استعداداً للاحتفال السنوي بالذكرى (60) لإعلان الاستقلال من داخل البرلمان الذي يشرفه بالحضور عدد من الشخصيات السيادية والتنفيذية والقومية وزعماء وقادة الأحزاب السياسية.
يشتمل الاحتفال على طابور عرض للقوات المسلحة وقوات الشرطة والطرق الصوفية ومراسم تحية العلم السوداني.