هل يصبح السودان مارداً أفريقياً؟!
لم تبق إلا أيام قلائل وينعقد البرلمان وفي أول جلسة التي يرأسها أكبر الأعضاء سناً يتم انتخاب رئيس البرلمان الجديد في أول يونيو القادم.. فرئيس البرلمان الجديد حتى الآن لم تحسم التكهنات من سيكون خليفة الدكتور “الفاتح عز الدين” أو عودة الدكتور إلى مكانه السابق لمواصلة المشوار في الملفات التي ظل ممسكاً بها في الفترة الماضية.
إن الحكومة الجديدة التي سيتم تشكيلها قبل نهاية يونيو القادم البعض يعتقد أنها حكومة لا تختلف كثيراً عن الماضية، والبعض يرى أن هناك وجوهاً كثيرة جديدة سوف تحل مكان السابقين، ولكن كل ما هو متداول في الساحة لا يخرج من تكهنات البعض، إذ أن كل الملفات بيد شخصيات من الصعب الحصول على أي تسريبات منها.. لذا فإن الحكومة الجديدة ستحتفظ بعدد كبير من الوزراء السابقين، مع إشراك بعض الأحزاب السياسية التي رضيت عنها الحكومة أو التي وافقت على التنسيق معها لخوض الانتخابات. فالحزب الاتحادي الديمقراطي (الأصل) يعد أكبر الأحزاب السياسية التي ستحظى بوضع أفضل من بقية الأحزاب الأخرى.. فالاتحادي (الأصل) لديه خمسة وعشرون نائباً بالبرلمان وثلاثة أعضاء بمجلس الولايات، بينما هناك أحزاب لم يتعدَّ عدد نوابها بما في ذلك مجلس الولايات الخمسة أشخاص.. فالمعادلة هنا صعبة ولكن المؤتمر الوطني سيحاول إرضاء كل الأحزاب التي نافست في انتخابات 2015م، ولها بعض النواب.. فإن لم يدخل منهم وزير اتحادي أو ولائي فإنهم قد يحظون برئاسة إحدى اللجان أو منصب معتمد على الأقل.
إن الحكومة الجديدة ستواجه تحديات كبيرة أهمها الاقتصاد وهو المعضلة الكبيرة والتي ربما هزمتها مثلما حدث في السابق، بعد أن فقدت الحكومة جل البترول الذي كانت تعتمد عليه في ميزانيتها، ولم يبقَ لها غير نصيبها من عبوره أو الذهب الذي فتح الله عليها به، ولذلك فإن الشعب السوداني والذي صبر كثيراً على الفقر والجوع وارتفاع الأسعار في كل شيء، يأمل أن تكون فترة الخمس سنوات القادمة بمثابة السبع بقرات السمان أو السنبلات الخضر. فقد عانى الناس كثيراً خلال الفترة الماضية ويريدون أن يعيشوا حياة الرفاهية ويريدون أن يعيشوا كما يعيش خلق الله في الأرض، يريدون أن تعود الطيور المهاجرة إلى أوكارها، يريدون أن يساعد أبناء السودان في تنمية وإعمار ونهضة البلاد، وأمامنا تجارب ماثلة إن كانت في ماليزيا أو تركيا أو حتى دول الخليج التي تفوقت على نفسها وأصبحت كل دولة تنافس الدولة الأخرى.. فالسودان ليس أقل من شعوب تلك الدول فلدينا الرجال المتعلمون والأطباء والمهندسون، الزراعيون وغيرهم من التخصصات المختلفة، ولدينا الماء المتدفق عبر أراضيه.. فلن نحتاج إلا لمن يحرك تلك الأمة لنكون مارداً أفريقياً جديداً.. بدلاً من الوصف الذي ظل يلازمنا عبر السنين وهو وصف حاولت بعض الشعوب أن تقتل به الروح المعنوية لأبناء الشعب السوداني.