مسالة مستعجلة
انتبهوا واعتبروا !
نجل الدين ادم
في تطور جديد أعلن سفير الاتحاد الأوروبي بالخرطوم “توماس يوليشني” خلال لقاء جمعه بمساعد رئيس الجمهورية البروفيسور “إبراهيم غندور” رفضه لتغيير النظام بالعنف، واتهم جماعات متطرفة في البلاد بإعاقة الحوار (السوداني الأوروبي). أمر إيجابي أن يقول ممثل التكتل الأوروبي في الخرطوم بهذا الحديث المنطقي، إلا أن الملفت في ذلك تخبطهم في المواقف تجاه السودان، يدعمون خيار الشرعية ويرفضون تغيير النظام بالعنف، عند لقائهم المسؤولين في الحكومة، وبعيداً عنهم تجدهم يتعمدون إحباط الهمم لقيام الانتخابات التي انقضت بحمد الله بكل ما حملت من ملاحظات، ولكنهم هرولوا من قبل لدعم انتخابات العام 2010. وفي الانتخابات الأخيرة لم يجدوا إلا أن يوجهوا لها سهام النقد بعد أن فشلت محاولاتهم في تعطيلها، مواقف محيرة حقاً.
يعود السفير الأوروبي ويلقي مزيداً من الحجج وهو يقول إن متطرفين في السودان يحاولون تصوير الاتحاد الأوروبي بأنه معادٍ للسودان، ويرفضون قبول الحوار السوداني الأوروبي الصريح والمفتوح حول القضايا ذات الاهتمام المشترك، ونحن نسأل كيف يكون السبيل للحوار في ظل المواقف المضطربة هذه والمتناقضة؟!.
أتمنى أن يكون هذا الحديث الأوروبي صادقاً والموقف هو النهائي تجاه السودان ولكنني لا أظن ذلك !.
على الحكومة أن لا تنساق للتصريحات البراقة والمدهشة التي يدفع بها الأوروبيون بين الحين والآخر، فقط يريدون أن يجملوا وجههم عندما يشتد عليهم الحصار، وغداً لنظاره قريب.
وغير بعيد من هذه المحطة فقد أنهى المبعوث الأممي المعني بحقوق الإنسان “اريستيد نوسين” زيارته للبلاد، بعد قيامه بزيارات ميدانية لبعض مناطق النزاع ولقائه بعدد من المسؤولين السودانيين، هو الآخر ودع الخرطوم بحديث أظنه إيجابي عن انطباعاته عن الوضع في السودان وإستراتيجيته للتعامل مع السودان، وآمل أن لا تنقلب الأمور، ويكون الحديث مغايراً .
الخبير المستقل قال فيما قال إن عملية الحوار الوطني في السودان مهمة، وهذا دليل على دعمه لخيار تسوية القضايا السودانية العالقة دون أي تدخل خارجي. وفي الجانب الآخر دعا الخبير الأحزاب كافة، للعمل لإنجاح الحوار بما يحسّن الحياة السياسية. وأشار إلى اهتمام المجتمع الدولي بالحوار الوطني بالبلاد وحرصه على دعمه، ونحن ما عاوزين أكتر من كدا، اهتموا ولا تعرقلوا بالتقارير الملفقة التي تظهر عندما ترجعون، حيث تكون منافية لما تقولون هنا في الخرطوم، والعاقل من يعتبر بالمواقف.