دولاب العمل معطل في انتظار تشكيل الحكومة!
نحن الدولة الوحيدة التي يتعطل دولاب العمل فيها إذا هطلت أمطار أو جاء العيد أو جاء رمضان، أو إذا حلت الحكومة أو في انتظار حكومة جديدة.. الآن وقبل أن تجري انتخابات 2015 تعطل دولاب العمل تماماً ولا يمكن أن ينجز أي عمل ما لم تنتهي الانتخابات، وإذا ما انتهت الانتخابات فان كل مسؤول يقول لك ننتظر تشكيل الحكومة وإذا شُكلت الحكومة يقول لك نحن في انتظار أداء القسم، وإذا أدى الوزراء القسم يقولوا لك نحن في انتظار تجديد عفش المكتب .وإذا ما تم تجديد عفش المكتب يقول نحن في انتظار اختيار مدير المكتب الجديد، لأن مدير المكتب القديم كان ولاؤه للوزير السابق. وحتى السكرتيرة تسرح إلى حين اختيار سكرتيرة جديدة وأحياناً الوزير ينتظر موافقة كريمته لتكون السكرتيرة، وإذا تعذر تختار أمها حتى يكون هناك حصار على الوالد. وربما يتم اختيار السواق إذا تعذر وجود سواق مناسب وملائم للسيد الوزير أو السكرتيرة الأم أو البنت.
التعطيل القى بظلاله على الصحافة.فقد توقف المسؤولون عن الادلاء بأى تصريحات للصحف، منتظرين أنجلاء الموقف.
إن دولاب العمل في السودان مربوط بالظروف التي يعيشها السودان، فليس بالإمكان أن يكون هناك برنامج واضح لأي وزير من بداية العام وحتى نهايته، الشخص الذي سيزور البلاد لمقابلة الوزير أو الرئيس تكون زيارته موضوعة في جدول الأعمال بالساعة والدقيقة، عكس ما هو موجود الآن “الناس تجيك دافرة” بدون مواعيد، وبطيبة السودانيين يقتحم عليك المكتب شخص لم يتم ترتيب زيارته أو مقابلته في أي لحظة. وفي أي ساعة ومتى ما شاء الزائر وليس المزور، لذلك منذ أن بدأت إرهاصات انتخابات 2015 والحياة بدأ إيقاعها رتيباً جداً، وإذا حاولت أن تجري مقابلة صحفية مع أي مسؤول يجيبك بالقول: “خلي الانتخابات تنتهي”. وعندما تنتهي الانتخابات يقول لك: “انتظر التشكيل الوزاري حتى لا يفهم أن هناك تلميعاً للوزير السابق، حتى يعود كوزير من جديد”، بينما هناك أشخاص يحاولون إجراء البوليش والتلميع، ليحظوا بأي مقعد في الوزارة أو في أي مكان.. مثل الشخص الذي كان ينتظر أن يتم تعيينه، وعندما تم الاتصال به وسأله المسؤول: الصحة كيف ؟وكان يسأل عن صحته، قال له الصحة ،الخارجية الداخلية ،أي محل . بس يتم تعييني!. وهناك أناس في انتظار تلك الفرصة،بعضهم يسوق نفسه عبر اخبار هى فى الاساس تكهنات لايسندها أى شيء من الحقيقة ، عكس المتوجسين أو الخائفين من تفسير مفاده ان أي مقابلة معهم يكون وراءها غرض.. فالوزراء مازالوا يشغلون مناصبهم ومن حقهم الحديث للإعلام حول ما يتم الاستفسار عنه، وإلا (فليرفع) كل الوزراء أيديهم أو فليذهبوا إلى منازلهم حتى يتم تشكيل الحكومة الجديدة، إذا كانوا في حالة خوف تفسر بخلاف ما يراه الآخرون.